أولياء أمور التلاميذ يطالبون بتأمين محيط المؤسسات التعليمية للموسم الدراسي الحالي


قررت وِزَارَة التربية الوَطَنِية وَالتَعْلِيم الأولي والرياضة إعطاء الانطلاقة الفعلية للموسم الدراسي 2022-2023 يوم الإثنين 5 شتنبر المقبل، فِيمَا سيكون فاتح شتنبر مَوعِد التحاق أطر وموظفي الإدارة التربوية وهيئات التفتيش والأطر المكلفة بالمصالح المادية والمالية وهيئة التَّوجِيه والتخطيط التربوية وهيئة التدبير التربوي والإداري والأطر الإدارية المشتركة بمقرات عملهم، وَفِي الثاني من الشهر نفسه يلتحق أطر هيئة التدريس بجميع درجاتهم.

وَعَلَى بعد أيام من الانطلاق الفعلي للموسم الدراسي المقبل، دَعَا عَدَدُُ مِنَ أولياء وآباء التلاميذ وجمعيات مدنية بالجنوب الشرقي للمغرب الوزارة الوصية والمصالح الأمنية والنيابات العامة إِلَى تسطير برنامج عمل مشترك لمراقبة محيط المؤسسات التعليمية وتطهيرها من كل الأنماط الإجرامية.

وَأَكَّدَ عَدَدُُ مِنَ الأولياء والآباء أن محيط أغلب المؤسسات التعليمية أَصْبَحَ يعج بالمراهقين والمتسكعين، وبات مكانا لتعاطي وإدمان المخدرات، مَا يشكل خطرا عَلَى التلاميذ المتمدرسين، خاصة فئة التلميذات.

وَفِي هَذَا الإطار، قَالَ حسن بنلعربي، من ساكنة حي الوفا بِمَدِينَةِ تنغير، إن محيط أغلب المؤسسات التعليمية بالمدينة، وَعَلَى غرار باقي المؤسسات التعليمية بالجنوب الشرقي خاصة والمغرب عموما، أَصْبَحَ مكانا مفضلا لشباب غادروا فصول الدراسة، مشيرا إِلَى أَنَّ ذَلِكَ يساهم فِي انتشار تعاطي وإدمان المخدرات فِي صفوف التلاميذ، خاصة مَعَ ضعف التحسيس والتوعية.

وَأَضَافَ المتحدث ذاته، أن تنظيم دوريات أمنية بمحيط جميع المؤسسات التعليمية أَصْبَحَ أمرا ضروريا وملحا لتظهير المحيط من جميع مظاهر الإجرام (السرقة والمخدرات) والتحرش الجنسي بالتلميذات، مؤكدا أن “الأمر أَصْبَحَ مقلقا، خاصة فِي بَعْضِ المؤسسات التعليمية، ومنها الثَّانَوِيَة التأهيلية صلاح الدين حَيْتُ يجتمع يوميا عشرات الشباب غير المتمدرسين لانتظار التلميذات بمحيط المؤسسة، تحديدا ببناية مشتل الشباب الَّتِي تمَّ إهمالها وتركها مفتوحة”، عَلَى حد قوله.

مِنْ جِهَتِهِ، أَكَّدَ إبراهيم العثماني، فاعل جمعوي بِمَدِينَةِ الرشيدية، أن ظاهرة انتشار المراهقين والمتسكعين بمحيط المؤسسات التعليمية، “أصبحت منتشرة بجميع المؤسسات التعليمية عَلَى الصعيد الوطني”، داعيا السلطات الأمنية المختصة، من الدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة، إِلَى “القيام بدوريات تمشيطية بمحيط هَذِهِ المؤسسات لتطهيرها من جميع المظاهر الَّتِي تسيئ إِلَى المدرسة العمومية”.

وَأَضَافَ الجمعوي ذاته، أن مثل هَذِهِ الظواهر الَّتِي تنتشر فِي محيط المؤسسات التعليمية العمومية، “تساهم بِشَكْل کَبِير فِي الهدر المدرسي، خاصة فِي صفوف التلميذات”، موضحا أن “هُنَاكَ أولياء وآباء التلميذات اللَّذِينَ يخافون عَلَى فلذات أكبادهم من المراهقين والمتسكعين المرابطين طوال اليوم بمحيط المؤسسات التربوية” ويعمدون بالتالي إِلَى وضع حد لمسارهن الدراسي، داعيا إِلَى “محاربة هَذِهِ الظواهر والضرب بيد من حديد عَلَى كل من سولت لَهُ نفسه تشويه صورة التَّعْلِيم بالمغرب”.جهد النيابة العامة.

مصدر من النيابة العامة بأحد المحاكم الابتدائية بِجِهَةِ درعة تافيلالت، فضل عدم البوح بهويته للعموم، كشف أن النيابات العامة لَدَى المحاكم الابتدائية قَامَتْ أخيرا، بِتَنْسِيقٍ مَعَ المديريات الإقليمية للتربية الوَطَنِية وَالتَعْلِيم الأولي والرياضة والمصالح الأمنية من الدرك الملكي والأمن الوطني، بعقد لقاءات تمت خلالها مناقشة الهدر المدرسي وأسبابه والحلول الممكنة لمحاربته.

وَأَكَّدَ المسؤول ذاته أن “النيابات العامة ستسهر عَلَى تَطْبِيق القانون وترتيب الجزاء القانوني فِي كل من سولت لَهُ نفسه تشويه محيط المؤسسات التعليمية، وَذَلِكَ قصد محاربة الهدر المدرسي، خاصة فِي صفوف فئة التلميذات”، موضحا أن “النيابات العامة خِلَالَ اللقاءات السابقة أَعْطَتْ تعليماتها للمصالح الأمنية المختصة مِنْ أَجْلِ القيام بدوريات أَمَامَ المؤسسات التعليمية لتطهيرها من جميع الظواهر المشينة والإجرامية”، وفق تعبيره.

وَأَضَافَ المصدر ذاته أن إنجاح عملية محاربة الهدر المدرسي، “رهين بالتفاعل الإيجابي لِجَمِيعِ الشركاء والمتدخلين”، مشددا عَلَى أهمية دور الإعلام فِي التحسيس والتوعية لرد الاعتبار الاجتماعي والمعنوي لِجَمِيعِ الأطفال والتلاميذ، داعيا المصالح الأمنية إِلَى “التصدي بحزم ومسؤولية لحماية محيط المؤسسات التربوية من جميع الظواهر الإجرامية (المخدرات، التحرش الجنسي…)، عبر توقيف المشتبه فيهم وتقديمهم للعدالة”.

وكشف المصدر نفسه أن بداية الدخول المدرسي لِهَذَا الموسم، “ستعرف تنزيل استراتيجية أمنية لحماية محيط المؤسسات التعليمية”، حاثا جميع آباء وأولياء التلاميذ والتلميذات عَلَى “إبلاغ السلطات الأمنية بِكُلِّ الظواهر الَّتِي قَد تتسبب فِي تشويه صورة التَّعْلِيم بالمغرب، والتبليغ عَنْ المراهقين والمتسكعين المتربصين بمحيط وأبواب المؤسسات التعليمية”.

مواضيع ذات صلة
مستجدات

أنشر الموضوع مع أصدقائك

التعليقات
0 التعليقات

Aucun commentaire: