مفهوم التعليم الصريح في المدارس الرائدة

التعليم الصريح، أو ما يُعرف بالـ Explicit Instruction، هو مقاربة تعليمية حديثة تعتمد على تقديم المعلومات الدراسية بطريقة واضحة ومنهجية، مع وضع أهداف تعليمية محددة لكل درس، والحرص على التدرج في عرض الدروس بما يتناسب مع قدرا  المتعلمين. هذه الطريقة تتيح للأساتذة فرصة تنظيم الحصص بشكل دقيق، ومتابعة مدى تقدم التلاميذ باستخدام أدوات تقويم مستمرة، مما يضمن تفاعل جميع المتعلمين داخل الفصل.

تُظهر الدراسات التربوية أن التعليم الصريح يعد من أنجح الطرق التعليمية، حيث يسهل على التلاميذ فهم المفاهيم الجديدة بسرعة، ويقلل من الفوارق بين المتعلمين، خصوصاً في السنوات الأولى من التعليم الابتدائي. ومن هنا جاء اعتماد هذه المقاربة في المشروع الوطني للمدارس الرائدة لضمان تقديم تعليم فعال وميسر لجميع التلاميذ، سواء كانوا متفوقين أو يحتاجون إلى دعم إضافي.

أحد أهم عناصر التعليم الصريح هو وضوح أهداف الدرس منذ البداية. هذا الوضوح يجعل التلاميذ يعرفون ما يتوقع منهم تعلمه في نهاية الحصة، ويحفزهم على التركيز والعمل بفعالية. فبدلاً من الاكتفاء بالشرح العشوائي، يتم تقديم المعلومات خطوة بخطوة، مما يسهل استيعاب المفاهيم وتحويلها إلى مهارات عملية قابلة للتطبيق

يُعد التدرج في عرض الدروس من السمات الأساسية للتعليم الصريح. حيث يبدأ الأستاذ بالمفاهيم الأساسية والبسيطة، ثم ينتقل تدريجياً إلى المفاهيم الأكثر تعقيداً، مع توفير أنشطة داعمة تساعد التلاميذ على ترسيخ المكتسبات هذا التدرج يمنع الشعور بالارتباك لدى المتعلمين ويعزز الثقة بالنفس لديهم، مما ينعكس إيجاباً على التحصيل الدراسي

تتيح مقاربة التعليم الصريح متابعة تقدم التلاميذ بشكل مستمر، من خلال استخدام أدوات تقييم متنوعة مثل الأنشطة الصفية، الاختبارات القصيرة، والملاحظات اليومية. هذا النوع من التقويم يتيح للأساتذة تحديد نقاط القوة والضعف لدى التلاميذ، واتخاذ الإجراءات المناسبة لتدارك أي صعوبات، وبالتالي تحسين النتائج النهائية

تم إعداد دروس التعليم الصريح لتغطي جميع المواد الأساسية في المدارس الرائدة، مع مراعاة خصوصيات المرحلة الابتدائية واحتياجات التلاميذ، وتشمل

تغطي دروس اللغة العربية المهارات الأساسية للقراءة والكتابة والفهم، مع التركيز على تنمية مهارات التعبير الشفهي والكتابي لدى التلاميذ. تم تنظيم الدروس بطريقة تسمح للأستاذ بالاعتماد عليها في التخطيط اليومي للحصص، مع توفير أنشطة عملية تساعد التلاميذ على تطبيق ما تعلموه بشكل فوري

تشمل دروس اللغة الفرنسية أنشطة متنوعة لتقوية مهارات الاستماع والفهم والتعبير الشفهي والكتابي. كما تحتوي على تمارين عملية تعزز من قدرات التلاميذ على استخدام اللغة الفرنسية في سياقات مختلفة، مما يتيح لهم اكتساب مهارات التواصل بثقة وفعالية

تركز دروس الرياضيات على تبسيط المفاهيم الحسابية، مع تقديم تمارين تطبيقية تساعد التلاميذ على إتقان العمليات الحسابية الأساسية ، وفهم المفاهيم الرياضية بشكل تدريجي. كما تم تصميم أنشطة داعمة لتعزيز التفكير المنطقي وحل المشكلات بطريقة علمية