في إطار الجهود الاستباقية الرامية إلى حماية سلامة التلميذات والتلاميذ والأطر التربوية والإدارية، أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مراسلة وزارية جديدة تتعلق بالتدابير الوقائية من مخاطر الفيضانات المحدقة بالمؤسسات التعليمية الواقعة بمحاذاة المجاري المائية، وذلك على خلفية التقلبات المناخية وسوء الأحوال الجوية التي تشهدها عدد من مناطق المملكة.
ووجّهت هذه المراسلة، المؤرخة بتاريخ 26 دجنبر 2025، إلى مديرات ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، داعية إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستعجالية والوقائية من أجل الحد من الأخطار المحتملة التي قد تنجم عن الفيضانات، خاصة بالمؤسسات التعليمية المهددة بحكم موقعها الجغرافي.
وأكدت الوزارة، في مراسلتها، على ضرورة العمل على جمع وتحليل المعطيات والبيانات اللازمة لتقييم مستويات تعرض المؤسسات التعليمية لخطر الفيضانات، مع إعداد خرائط خطر مفصلة على مستوى كل مديرية إقليمية، وذلك بتنسيق مع المصالح المختصة، لاسيما وكالات الأحواض المائية والوكالات الحضرية. ويهدف هذا التنسيق إلى تحديد المواقع المهددة بدقة، وحصر المؤسسات التعليمية المتواجدة داخلها أو بالقرب منها.
كما شددت المراسلة على أهمية اتخاذ تدابير وقائية استباقية، تشمل إعداد خطط للتدخل السريع، وتحسيس الأطر التربوية والإدارية والتلاميذ بمخاطر الفيضانات وكيفية التعامل معها، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الخسائر المادية المحتملة وضمان استمرارية العملية التعليمية في ظروف آمنة.
ونظراً للطابع الاستعجالي للموضوع، خاصة في ظل التغيرات المناخية الراهنة، دعت الوزارة إلى موافاتها في أقرب الآجال بالخرائط التي تم إعدادها، وكذا بالإجراءات الوقائية المعتمدة أو المزمع اتخاذها، قصد تتبع الوضع واتخاذ ما يلزم من قرارات إضافية عند الاقتضاء.
وتأتي هذه المراسلة في سياق حرص وزارة التربية الوطنية على تعزيز مقاربة الوقاية والاستباق، وضمان سلامة مكونات المنظومة التربوية، وحماية المؤسسات التعليمية من المخاطر الطبيعية، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية في مجال تدبير المخاطر والكوارث الطبيعية.

0 التعليقات