النص السماعي قطرة الدم pdf

مرحبا بكم زوار موقع التعليم


يسرني أن نقدم لكم من خلال بوابة موقع التعليم مجموعة من والوثائق و الدروس  التي يحتاجها الأستاذ والتلميذ معا. لمستويات التعليم الإبتدائي و الثانوي بصنفيه التي نرجو أن تساعد الاستاذ في أداء رسالته التربوية على أكمل وجه كما نرجو ان تساهم في تجويد قدرات مسار التلاميذ والتلميذات جميع المستويات أسلاك التعليم.

- النص السماعي قطرة الدم مكتوب
- الوحدة 2: مجال المواطنة والسلوك المدني
- المرجع: في رحاب اللغة العربية
- المستوى: السادس إبتدائي
النص السماعي قطرة الدم مكتوبة pdf

النص السماعي قَطْرَةً دَم
كُنتُ أَجْلِسُ عَلى كُرْسِيّ ذي مَسْنَدٍ عالٍ، وَأَمامي مَكْتَبُ قَديمُ في حُجْرَةِ قَديمَةٍ قِدَمَ الْمُسْتَشْفَى الَّذِي كُنْتُ أَشْتَعَلُ فِيهِ طبيباً. كُنتُ أَتَأَمَّلُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ حَوْلِي، وَكَأَنَّني أَرَاهُ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ.. وَفَجْأَةً، دَفَّ جَرَسُ الْإِسْعَافِ؛ وَلِهَذَا التَّدَقِّ عِنْدَ كُلِّ النَّاسِ مِنْ نزلاء الْمُسْتَشْفَى مَعْنى فَهُوَ يَعْنِي أَنَّ إِنسَاناً سَيَموتُ، أَوْ أَنَّهُ في حالةٍ خَطيرَةٍ جِدًا تَسْتَوْجِبُ التَّدَخُلَ السَّرِيعَ، أَمَّا بِالنِّسْبَةِ إِلَيْنَا، نَحْنُ الْأَطِبَاءَ، فَإِنَّ دَقَّ ذَلِكَ الْجَرَسِ يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ عَمَلاً وَوَاجِبَا إِنْسَانِيَاً.

أَدْخَلَ رِجالُ الْإِسْعَافِ المُصابَ إِلى قاعَةِ الْإِنْعاش . كانَ وَجْهُهُ يَصْفَرُّ ويَصْفَرُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ، وَكَانَت تَقاطِيعُهُ الْمَفْتُولَةٌ تَتَرَاحَى تَحْتَ وإِبِل مِنْ نُقَطِ الْعَرَقِ الصَّغِيرَةِ، وَهِيَ تَتَجَمَّعُ فَوْقَ جَبْهَتِهِ، وَعَلَى وَجْنَتَيْهِ، كَفَطَراتِ النَّدى الَّتِي تَتَجَمَّعُ عَلَى زَهْرَةِ تَذْبُلُ؛ لِتَسْقُطُ وَتَوتَ..! تَلَمَّمْتُ وَجْهَهُ الْمُبْتَلَّ ، فَوَجَدْتُهُ بارداً بُرودَةَ الثَّلْجِ ..!

رَقَدَ الْجَرِيحُ عَلَى سَرِيرِ، وَحَوْلَهُ أُسْطُوانَاتُ الْأَكْسِجينِ، وَأَجْهِزَةُ نَقلِ الدَّمِ، وَأَوْعِيَةُ الْمَاءِ السَّاخِنِ.. وَسَادَ الْمَاعَةَ صَمْتُ رَهِيبٌ لَمْ تَكُنْ تُقَطِّعُهُ سِوَى أَنَاتُ الْجَريحِ الَّذِي ظَلَّ يَنْزِفُ وَيَنْزِفُ أَسْرَعَتِ الطَّبِيبَةُ الْمُخْتَصَّةُ فِي تَحَاقُنِ الدَّمِ إِلَى رَبْطِ شرايين ذراع المُصابِ بِالْكيسِ الْأَوَّلِ مِنَ الدَّمِ؛ وَهِيَ تُرَدِّدُ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ أَنا نَتَوَفَّرُ عَلَى فَصِيلَةِ دَمِ هَذَا الرَّجُلِ الْمَرِيضِ وَكُلُّ هَذَا بِفَضْلِ الْمُتَبَرْعِينَ مِنْ سُكَانِ الْمَدِينَةِ ..! قُلْتُ، وَأَنَا أَتَتَبَّعُ دَقَاتِ قَلْبِ الْجَرِيحِ، وَضَعْطَهُ:

بمقدورٍ قَطرَةِ وَاحِدَةٍ مِنْ دَم مُتَبَرْعٍ أَنْ تُنْقِذَ حَياة إنسان..! وَمَا كَادَتْ آخِرُ قَطْرَةٍ مِنْ أَوَّلِ لِثْرٍ تَأْخُذُ طَرِيقَها إِلى قَلْبِ الْمُصابِ؛ حَتَّى اخْتَقَتْ تِلْكَ الصُّفْرَةُ الَّتِي عَلَتْ وَجْهَهُ، وَخَفَتَتْ حَرَكَاتُ عَيْنَيْهِ.. لَكِنَّهُ ظَلَّ يَنْظُرُ إِليَّ وَإِلى الطَّبِيبَةِ؛ كَالَّذِي يُرِيدُ أَن يَتَلَفَظَ بِكَلامٍ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَنْطِقَ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ مِنْهُ. وَفِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ الَّتِي بَدَأَ الْخَوْفُ يَأْخُذُ طَرِيقَهُ إِلَيَّ، تَحَرَّكَتْ شَفَتَاهُ، وتَغَيَّرَتْ مَلَامِعُهُ، ثُمَّ اسْتَقَرَّتْ قَسَمَاتُ وَجْهِهِ عَلَى ابتسامة؛ كَانَتْ أَجْمَلَ مَا رَأَتُهُ عَيْنايَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ.. أَحْسَسْتُ بِفَوْحَةٍ عَامِرَةِ اهْتَزَّ لَهَا قَلْبِي، فَقُلْتُ لِلطَّبِيبَةِ: لَقَدْ أَنْقَذْنَا حَياةَ إِنْسَانِ..! رَدَّتْ عَلَيَّ، وَابْتِسَامَةٌ عَرِيضَةٌ تَعْلُو وَجْهَهَا: إِنَّهَا قَطْرَةُ الدَّمِ الَّتِي أَنْقَذَتُهُ ..!!

خمس ساعات ضمن مجموعة (أرخص الليالي)، ليوسف إدريس، ص 65-74 (بتصرف).

المعاينة والتحميل 
 الرابط

لا تقرأ و ترحل، شاركنا برأيك. فتعليقاتكم و لو بكلمة "شكرا"
هي بمثابة تشجيع لنا للاستمرار

كما يمكنكم متابعتنا على صفحة الفايسبوك وقناة اليوتوب مستجدات التعليم

مواضيع ذات صلة
النصوص السماعية

أنشر الموضوع مع أصدقائك

التعليقات
0 التعليقات

Aucun commentaire: