النص السماعي النار سر الطاقة pdf

مرحبا بكم زوار موقع التعليم


يسرني أن نقدم لكم من خلال بوابة موقع التعليم مجموعة من والوثائق و الدروس  التي يحتاجها الأستاذ والتلميذ معا. لمستويات التعليم الإبتدائي و الثانوي بصنفيه التي نرجو أن تساعد الاستاذ في أداء رسالته التربوية على أكمل وجه كما نرجو ان تساهم في تجويد قدرات مسار التلاميذ والتلميذات جميع المستويات أسلاك التعليم.

- النص السماعي النار سر الطاقة مكتوب
- الوحدة 4: مجال الطاقة في حياتنا
- المرجع: في رحاب اللغة العربية
- المستوى: السادس إبتدائي
النص السماعي النار سر الطاقة مكتوبة pdf



النص السماعي النار، سر الطاقة..
لا يَذْكُثر التاريخُ اسْمَ أَوَّلِ مَنِ اكْتَشَفَ النَّارَ، وَسَخَّرَهَا لِطَهُو طَعَامِهِ، وَلِتُؤْنِسَهُ لَيْلَةَ غِيابِ الْقَمَرِ وَنُجومِهِ، وَلِتَمْتَحَهُ الدَّفْهَ الَّذِي يَحْجُبُ عَنْهُ شِدَةَ الْبَرْدِ تُرى ماذا كان شعورُ الْإِنْسَانِ، وَهُوَ يَرَى النَّارَ تَنْدَلِعُ فِي الْأَعْشَابِ الْيَابِسَةِ، حِينَ حَكَ حَجَرَيْنِ بَعْضَهُما بِبَعْضٍ هَلْ كَانَ حَكْهُ لِلْحَجَرَيْنِ بَحْنَا عَنْ وَمِيضِ النَّارِ؟ أَمْ إِنَّهُ كَانَ مُجَرَّدَ تَسْلِيَةِ؟! أَغْلَبُ الظَّنِّ أَنَّ الْأَمْرَ لَمْ يَكُنْ بَحْثاً عَنْ وَميض نارِ هُوَ لَا يَعْرِفُهَا، وَإِنَّمَا كَانَ صُدْقَةً عَجِيبَةً...

لأَوَّلِ مَرَّةٍ، اشْتَعَلَتِ النَّارُ أَمَامَ الْإِنْسَانِ، فَزِعَ لِما رَآهُ، وَخَافَ، ثُمَّ تَراجَعَ خُطُوَاتِ إِلَى الْخَلْفِ.. وَبَعْدَ لَحَظَاتِ انْتِظارِ وَتَذْكِيرِ، تَشجَّعَ وَاقْتَرَبَ مِنَ النَّارِ. مَدْيَدَهُ نَحْوَها؛ فَلسَعَتُهُ بِلَهيبها. انتَزَعَ يَدَهُ بِسُرْعَةٍ، ثُمَّ تَراجَعَ مَرَّةً ثَانِيَةً إِلَى الْوَرَاءِ، وَراحَ يَتَرَقَّبُ ما

الَّذِي سَيَحْدُثُ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلى يَدِهِ الَّتِي الحَمَرَّتْ ؛ جَرَّاءَ لَمْعِ النَّارِ..!! كَانَتِ النَّارُ تُطَقْطِقُ، وَهِيَ تَمْضَعُ أَعْوَادَ الشَّجَرِ الْجَافَّةِ، وَتَنْظُرُ إِلَى الْإِنْسانِ الَّذِي أَوْقَدَ شَرَارَتَهَا الْأُولى، فِي تَحَدُّ ظَاهِرٍ. بَقِيَ الْإِنْسانُ عَلَى مَقْرُبَةِ مِنَ الْوافِدِ الْجَدِيدِ؛ يَتَرَقَّبُ... فَإِذَا بِالنَّارِ تَخبو قليلا، وَكَأَنها تَطْلُبُ الْمَزِيدَ مِنَ الطَّعَامِ. فَهِمَ الْإِنْسَانُ ما تريده النَّارُ، فَأَسْرَعَ يَجْمَعُ أَعْوَادَ الشَّجَرِ الْبَابِسَةَ، وَيُلقي بها وسَطَها فَإذا بها تتوهج، في حينٍ بَنِي هُوَ بَعِيداً يَنظُرُ..!

عادَ الْإِنسان إلى كوخه ويحمل في يده الْحَجَرَيْنِ اللَّذِيْنِ مَنَحَاهُ هَذا الاكتشاف الْكَبِيرَ . كَانَ مُعْتَراً بِنَفْسِهِ، فَظَلَّ يَحْمِلُ هَذَيْنِ الْحَجَرَينِ مَعَهُ، في وه وَنَوْمِهِ، وَسَفَرِهِ وَحَلْهِ، لَقَدْ تَيَقَّنَ بِأَنَّ الْحَجَرَيْنِ يَخْتَزِنَانِ النَّارَ، وَأَنَّهُ الْوَحِيدُ الَّذِي

يَمْلِكُ هَذا السَّرَّ الْعَجيب..!

كَانَ هَذَا أَوَّلَ تَعَامُلِ لِلْإِنْسَانِ مَعَ الطَّاقَةِ.. وَمُنْذُ تِلْكَ اللَّحْظَةِ، وَالْإِنْسانُ يَسْعَى إِلَى كَشْفِ الْمَزِيدِ مِنْ أَسْرَارِ النَّارِ الَّتِي

غَيْرَتْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً فِي حَيَاتِهِ: مَنَحَتْهُ الدَّفْهَ، وَوَفَّرَتْ لَهُ الْحِمَايَة ضِدَّ الْحَيَوَانَاتِ الْمُقْتَرِسَةِ، وَأَدْخَلَتْهُ عَالَمَ الظَّهْرِ الَّذِي جَعَلَ طَعَامَهُ شَهِبَا، سَهْلَ الْهَضْمِ...

وَمَعَ رِحْلَةِ الْإِنْسَانِ عَبر التاريخ، تَطَوَّرَتْ مَعْرِفَتُهُ بِسُبُلِ تَطويرِ اكْتِشَافِهِ الْعَجيبِ، وَهَكَذَا تَحَوَّلَ الْحَجَرَانِ اللَّدَانِ أَخَذَ مِنْهُما جَذْوَةَ النَّارِ إلى عود كبريت، ثُمَّ وَلَاعَةِ ذاتِ أَشكالٍ مُتَنوعَةٍ.. وَمَعَ الْخَشَبِ بَدَأَتْ رِحْلَةٌ طَوِيلَةٌ لِلْإِنْسَانِ؛ لِإِنْتاجِ الطَّاقَةِ. وَقَدْ صاحَبَهُ في رِحْلَتِهِ تِلْكَ الرّياحُ الَّتي كانَتْ تَدْفَعُ سُفْتَهُ الشَّراعِيَّةَ، وَالْمِيَاهُ الَّتِي ظَلَّتْ تُدِيرُ سَواقِيَهُ... وَبَعْدَ ذَلِكَ، انتقل الإِنْسانُ، تدريجياً، إلى الفحم، ثُمَّ إِلى النفط والغاز الطبيعي، وَكُلُّها مَصَادِرُ لِلطَّاقَةِ، دَارَتْ بِفَضْلِها السياراتُ، وَاشْتَغَلَتْ بِها آلات المصانع، وَنَفَتْ الطائرات دخانها، وأُضِيئَتِ الْبُيوتُ وَالشَّوَارِعُ بِالْكَهْرَباءِ..

وَمَا هُوَ الْإِنْسانُ الْيَوْمَ ، يَسْتَعيدُ دَوْرَة الزَّمَانِ لـ يرجع إلى تطويرِ مَصادِرِهِ الْقَديمَةِ في إِنْتاجِ الطَّاقَةِ، تِلْكَ الْمَصَادِرُ النَّظِيفَةُ الصَّدِيقَة لِلْينَة؛ وَعَلَى رَأْسِهَا الشَّمْسُ ، وَالرِّياحُ، وَالْمَاءُ.. فَكُلُّما وَصَلَ إِلَيْهِ مَثْلَتِ النَّارُ فِيهِ الشَّرَارَةَ الْأُولى.. إِنَّهَا بِالْفِعْلِ سِرُّ الطاقة.

كتاب الطاقة لعبة الكبارة ما بعد الحضارة الكربونية) لمحمد الخياط مطبعة سطور الجديدة القاهرة، ط: 2012

المعاينة والتحميل 
 الرابط

لا تقرأ و ترحل، شاركنا برأيك. فتعليقاتكم و لو بكلمة "شكرا"
هي بمثابة تشجيع لنا للاستمرار

كما يمكنكم متابعتنا على صفحة الفايسبوك وقناة اليوتوب مستجدات التعليم

مواضيع ذات صلة
النصوص السماعية

أنشر الموضوع مع أصدقائك

التعليقات
0 التعليقات

Aucun commentaire: