حكاية إشارات المرور pdf مكتوبة

شُروقُ طِفْلَةٌ صَغِيرَةٌ، تَعَوَّدَتْ عَلَى حُبِّ النِّظَامِ وَالالْتِزامِ بِهِ، وَذَاتَ يَوْمٍ، بَيْنَمَا هِيَ فِي الطَّرِيقِ إِلى مَدْرَسَتِها أَلْقَرِيبَةِ مِنَ مَنْزِلِها، وَقَفَتْ أَمَامَ إِشاراتِ الْمُرورِ؛ تَنْتَظِرُ أَنْ يَصِيرَ الضَّوْءُ أَخْضَرَ لِلراجلين.

انْتَظَرَتْ شُروقُ، وَانْتَظَرَتْ، لَكِنَّ الضَّوْءَ لَمْ يَتَغَيَّرُ، وَبَقِيَّتِ

السَّيَّارَاتُ تَمُرُّ وَتَمُرُّ، وَشُروقُ تَنتَظِرُ وَتَنتَظِرُ ... سَأَلَتْ شُروقُ الضَّوْءَ الْأَحْمَرَ : ما بِكَ أَيُّهَا الضَّوْءُ الأَحْمَرُ ؟ ! لِمَ لا تَتْرُكُ الْفُرْصَةَ لِلضَّوْءِ الْأَخْضَرِ؛ كَيْ يَشْتَعِلَ وَيَسْمَحَ لِي بِالْمُرُورِ، وَأَصِلَ إِلَى مَدْرَسَتي فِي الْوَقْتِ الْمُناسِب ؟ أَجَابَهَا الضَّوْءُ الْأَحْمَرُ:

سامحيني أَيَّتُهَا الطِّفْلَةُ الْجَمِيلَةُ) مِصْبَاحُ الضَّوْءِ الْأَخْضَرِ

حَزِنَتْ شُروقُ لِهَذَا الْأَمْرِ، وَرَاحَتْ تُفَكِّرُ كَيْفَ تَمُرُّ بِأَمَانِ إلى الرَّصيفِ الْآخَر ! يا إلهي ! ماذا أفعل؟ أُرِيدُ الْمُرُورًا سَأَتَاخَّرُ عَنْ مَدْرَسَتِي! ي تِلْكَ اللَّحْظَةِ ظَهَرَتْ لَهَا شُرْطِيَّةُ الْمُرورِ، وَوَقَفَتْ بِحَيْثُ يراها الْجَمِيعُ، وَشَرَعَتْ في تَنْظِيمِ حَرَكَةِ السَّيْرِ بِحَرَكاتِ في يديها.

توجهت شروقُ بِهدوءٍ نَحْوَ الشَّرْطِيَّةِ؛ حَتَّى إِذَا أَقْتَرَبَتْ

مِنْها؛ نادَتْها: يا سيدتي الشَّرْطِيَّةَ أُريدُ الْعُبور إلى الرصيف الْآخَرِ، غَيْرَ أَنَّ الضَّوْءَ الأَخْضَرَ مُعَطَّل ! فَقَدْ أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ الضَّوْءُ الأَحْمَرُ ! هَلْ تُساعِدِيتَنِي لأمر، كَيْ لَا أَتَأَخَّرَ عَن مَوْعِدِ الدُّخول إلى قسمي ؟!

إِبْتَسَمَتِ الشَّرْطِيَّةُ وَاسْتَجَابَتْ لِدَعْوَةِ شُروقَ، فَأَوْقَفَتْ حَرَكَةَ الْمُرُورِ مِنَ الْجِهَةِ الْأُخْرَى بِحَرَكَةٍ مِنْ يَدِهَا، وَسَاعَدَتْ شروقَ، وَمَنْ كَانَ مَعَهَا، عَلَى الْمُرُورِ بِأَمَانِ.

ا اسْتَعَدَّتْ شُروقُ لِلْمُرور، وَقَدْ بَدَتْ عَلَيْها عَلامات الْفَرْحَةِ، وَهِيَ تَقولُ لِلشَّرطِيَّةِ : شُكراً لك يا سَيِّدَتي الشَّرْطِيَّةَ ! الآنَ سَأَعْبُرُ في أَمانٍ إِلى الرَّصِيفِ الْآخَرِ وَلَنْ أَتَأَخَّرَ عَنْ دخول قسمي. شَكَرَتِ الشَّرْطِيَّةُ بِدَوْرِها الْفَتاةَ الصَّغِيرَةَ، وَهِيَ تُقَدِّمُ لَها

وَحينَ كَانَتْ شُروقُ تَعْبُرُ إِلى الرَّحِيفِ الْآخَرِ، سَأَلَتِ الضَّوءَ الْبُرْ تُقالِي: وَأَنْتَ أَيُّهَا الضَّوْءُ الْبُرْتُقالِي ! ما دَوْرُكَ فِي تنظيم المرور ؟ بي، أنبهُ السَّائِقِينَ؛ لِيَسْتَعِدُوا لِلتَّوَقُفِ؛ لأَنَّ الضَّوْءَ - أنا يا صغيرتي، أن الْأَحْمَرَ سَيَأْتِي بَعْدِي

حينَ وَصَلَتْ شُروقُ إِلى الرَّصيفِ الْآخَرِ، شَكَرَتِ الأضواءَ الثَّلاثَةَ، وَعَبَرَتِ الطَّريقَ نَحْوَ مَدْرَسَتِهَا، وَهِيَ تُرَدِّدُ: - اِحْتِرَامُ أَضْواءِ السَّيْرِ بِأَلْوانِهَا الثَّلَاثَةِ، هُوَ احْتِرَامُ لِلْحَيَاةِ !!