الزومي : دمرتم كرامة الأستاذ بتعنيفه على مرأى من تلاميذه ولا إصلاح سيتم إلا بإعادة الإعتبار لـمربي الأجيال


موقع التعليم
في سياق الجدل القائم حول تعميم تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، بين مؤيد للطرح ورافض له، أكدت السيدة خديجة الزومي، عضو المجلس الأعلى للتعليم وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، في حديث لـ"موقع التعليم" أنه على اثر هذا اللغط القائم حول لغة التدريس، أضحينا أمام مشهد يعتقد البعض أن من يترافع سينتصر للعربية وآخر الفرنسية، وكل المرافعات تجعل من لغة التدريس هي المخلص من أزمة منظومة التربية ببلادنا، أم أن المشكل هو مشكل لغة، وهذا نقاش في تقديري جانبي، حيث أرى أن لغة التدريس ليست مسؤولة عن الدراسة التي وصل إليها التعليم ببلادنا، إذ المشكل في نظري هو مشكل متعدد الزوايا والأركان إلى حد التشابك والالتقاء المفضيان إلى وضعية مأزومة وقفنا عندها كثيرا، في حين إننا نحتاج إلى تعبئة رجال التعليم، ولن يتأتى ذلك إلا بمصالحة حقيقية معهم، رجل التعليم هو الأساس، لذا يتعين في نظري أن يفتح نقاش حقيقي حول  مشاكل رجال التعليم لأنهم هم نقطة الانطلاق في أي إصلاح وليس أي أحد غيرهم.

وتابعت المتحدثة قائلة أن : "الملفات المطروحة في قطاع التعليم يجب أن تغلق نهائيا بدون التفاف حولها وبدون تهويلها، لا بد أن نقر أن هناك حيف كبير جاثم على صدور رجال التعليم، وإلا ما معنى أن تقضي حياتك في المهنة أنت غداة التقاعد أو وصلت والله وانت لا زلت تنتظر حقك الذي التف حوله أثناء بلورة نظام أساسي، علما أن النظام الأساسي في قطاع التعليم لم نسمع به إلا في نهاية التسعينات، بعد أن جمدت الترقية من 1983 الى 1997، حيث سمعنا بالترقية الاستثنائية، فالمنطق أن النظام الأساسي كان عليه احتواء كل الفئات وان ينصفها جميعها لا أن يترك الضحايا كما نسمع حاليا ،....إذن وجب تصويب هذا العطب "، وأضافت القيادية الإستقلالية: "ما معنى أن تتملك نفس الشهادة وتقوم بنفس المهمة وهذا في وضعية والأخر في دونها !! ما معنى أن اسيبك في الحصول على الشهادة وفي التوظيف كأستاذ وأكون أقل منك درجة ورتبة وأجرا، فقط لأن هناك ارتجال وغياب سبورة قيادة في تدبير الموارد البشرية، فأصبحنا أمام لغة الزنازن والضحايا وهي الفاظ تختزل كما كبيرا من الإحساس بالظلم الذي يحيل توا إلى الإحباط، ولا تحدثوني عن شخص محبط أنه سيلهم تلاميذه، فقط لأنكم كسرتم القدوة، وجعلتم من الأستاذ ذلك الإنسان الذي يلهث وراء استرداد حقه، فرأوه يضرب، ويسحل، ويعنف، فطبعتم مع تعنيف الأستاذ فلم يتوانى التلميذ في إعادة إخراج الرداءة فتطاول هو كذلك عليه !!!!! فأصبحنا أمام زخم من الصور الرديئة ليس إلا !!! الطعام كذلك في تطبيق فتاوى صندوق النقد الدولي و جئتم ببدعة التعاقد وكم نادينا بأنه قنبلة موقوتة ،وأنه لا يستقيم، فكانوا يجيبوننا بكل فجاجة أنكم لا تدركون نجاعته، وأنه لا فرق بين الأستاذ المتعاقد وغير المتعاقد، وابدعتم كذلك في أن المتعاقد هو موظف الأكاديمية بنظام أساسي خاص به، وانتم تعلمون أنهما ليسا نفس الشيء ".

واعتبرت الزومي أن الغريب في الأمر :" هو أنه في قطاع التعليم لا نعترف بالشواهد المحصل عليها، علما أن كل من حصل على شهادة جديدة يعني أنه حسن من مستواه التحصيلي وذلك سينعكس على أدائه دون شك، فألفيناكم ترفضون احتساب الشواهد، وانتم بكل هذه الممارسات لا تزيدون إلا في جرعات الرداءة ليل نهار " قبل أن تؤكد : "عليكم بالبدايات الحقيقية لا بالنقاشات الجانبية والتي لن تخرج التعليم من أزمته، فنحن نحتاج للعربية والفرنسية وقبلهما الإنجليزية في إطار التواصل، وليس من حق أي طرف أن يقزم من أية لغة وليس من حق أي طرف أن ينصب نفسه حكما في حلبة صراع لغوي، نحن شعب لم يولد من الفراغ لنا تاريخنا ولنا حضارتنا ولنا ما لنا وعلينا ما علينا كباقي الشعوب والأمم، وفي تقديري، اللغة الحقيقية التي يجب أن نهتم بها الآن هي لغة الصدق في التعامل مع القضية، لابد من حل الملفات الحقيقية والموضوعية وإعادة الاعتبار للاستاذ، بل وإعادة صياغة علاقة الأستاذ بالمنظمة التربوية، لأننا فقط نحتاج الأستاذ بمعنويات مرتفعة من أجل النهوض بالتعليم، نحتاج الأستاذ يشعر بالطمأنينة لنشرها حوله، فالتعليم ليس ككل المهن، ولا يمكن أن يصبح مهنة بدون تكوين، ولا تكوين في إغلاق مدارس المعلمين والمراكز التربوية والمدارس العليا للأساتذة، ولا وجود لتكوين في ثلاثة أيام وكأننا أمام وصفات لمقادير وجبات سريعة !!! لا تكونوا الأستاذ ولم تمكنوه من الآليات الحقيقية لتمكنه من التدريس، فالتدريس ليس مهنة لمن لا مهنة له، إنها أصعب المهن وأجلها، والأمر يفوق لغة التدريس والله أعلم.

مواضيع ذات صلة
مقالات

أنشر الموضوع مع أصدقائك

التعليقات
0 التعليقات

Aucun commentaire: