أصبح من العادي جدا رؤية طفل صغير لا يتجاوز عمره العام الواحد وهو يحمل جهازا ذكيا إما هاتفا نقالا أو لوحة اليكترونية يقوم من خلالها بمشاهدة الرسوم المتحركة أو يلعب مختلف الألعاب الاليكترونية وذلك بحضور الآباء، الذين لا يترددون في تقديمها للأبناء فقط لإلهائهم والتخلص من ازعاجهم وصراخهم الذي لا ينتهي ، لكن الذي لا يعرفه الآباء والأمهات أن لهذه الأجهزة سلبيات خطيرة تؤثر على الأطفال وتعرضهم لمخاطر في النمو والسلوك الاجتماعي.
وهذا حسب مجموعة من الدراسات التي قام بها خبراء وأخصائيون في هذا المجال، الذين يعد عالم النفس البريطاني "الدكتور ريتشارد هاوس" كبير المحاضرين بجامعة وينشستر، واحدا منهم والذي أوضح مبينا أن تزويد الأطفال بأجهزة الآيباد يرقى إلى مستوى إساءة معاملتهم، مضيفا أن أجهزة الآيباد والتابلت تلحق ضررا بليغا بالأطفال، وأن على الآباء اتخاذ الحيطة لتفادي تعرض نمو أطفالهم لكارثة، مشيرا إلى توافر المزيد من الأدلة على إدمان الأطفال للشاشات.
وأرجع الدكتور هاوس ذلك إلى أن الأطفال أصبحوا ينظرون إلى الواقع والحياة من خلال شاشات إلكترونية والتي تزودهم بصور غير مباشرة ومشوهة عن العالم، مما يبعدهم عن التعرف على العالم الواقعي الاجتماعي بما فيه من تواصل طبيعي بشكل صحي وسليم، مستشهدا بتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأنه لا ينبغي على الأطفال في سن ما دون الثانية استخدام تقنيات الشاشات على الإطلاق والحد من استخدام الأطفال الأكبر سنا لهذه التقنيات، في وقت لا تزال فيه أدمغتهم في أطوار النمو الأولى.