علاقة علوم التربية بعلم النفس التربوي


ما زالت الشكوك تحوم حول ماهية العلاقة التي تربط بين علوم التربية وعلم النفس، فبين مؤيد لفكرة أن علوم التربية وعلم النفس ما هما إلا مفهوم واحد ومعارض لهذه الفكرة، وتبنيه لفكرة أنهما مفهومان منفصلان عن بعضهما، وأراء أخرى مختلفة تقول بأنهما مفهومان يتجزءان من علم واحد. وبين تعدد الآراء واختلافها كان لزاما إزالة الالتباس الحاصل والإجابة على هذا الطرح: ماهية العلاقة الرابطة بين علوم التربية وعلم النفس؟

أولا: ماهية العلاقة الرابطة بين علوم التربية وعلم النفس

تقوم علوم التربية بدراسة معمقة لمختلف المنهجيات، والسلوكيات التربوية المتعددة، بطرقها الخاصة، والمختلفة وبناء على فرضيات عدة باستعمال علم النفس؛ وأساليبه وطرقه؛ ودراساته؛ ونظرياته؛ ومختلف أبحاثه في كل المحالات في إيجاد حلول لكل الصعوبات والمشاكل التربوية التي يصادفها الشخص في حياته. حيث يعتبر مجال علوم التربية مجالا واسعا يضم عددا غير محدود من التخصصات والفروع العلمية.

وفقا لما ذكر يمكن القول بأن علم النفس فرع من فروع التربية، قاعدته الأساسية التطبيق العملي للمكتسبات النظرية باعتماد أساليب وطرق خاصة به. يعمل علم النفس على الاهتمام بتشكيلة المجتمع وجودتها حيث يسعى في دراساته إلى تطوير المجتمع ويسعى إلى خلق مجتمع سليم وفعال. وذلك بالاهتمام بمختلف فئاته سواء الأصحاء منهم أو المرضى فهو يساعد في تعليمهم وتربيتهم تربية جيدة وحسنة في سبيل بناء مجتمع متكامل بأفراد سليمين ومنتجين.

ثانيا: علوم التربية تقوم على علم النفس

يذهب مجموعة من علماء النفس في توجهاتهم إلى تبني نظريات تفيد بأن علوم التربية تستند في أساسياتها وتكوينها إلى علم النفس. وان علم النفس ما هو إلا فرع من فروع العلوم الإنسانية، هدفه القيام بدراسة شاملة لمختلف مكونات المجتمع، والاهتمام بها على اختلافها وتنوعها، كما تشير هذه النظريات إلى أن علم النفس يلعب دورا كبيرا في تقدم علوم التربية وخاصة عندما تخطى علم النفس الدروس النظرية إلى الاستناد إلى التطبيق العملي والتجريب في الواقع في أبحاثه.

ثالثا: فروع علم النفس التربوي
  • يقوم علم النفس التربوي ببحث وتقييم سلوكيات وتصرفات أفراد مجتمع معين بالاعتماد على الطرق والنسق العلمية. ويتجزأ هذا العلم إلى فرعين أساسيين هما:
  • علم النفس المدرسي: مهمته تخصيص أخصائي نفسي لمختلف مكونات المؤسسة التعليمية.
  • علم النفس التعليمي: ويستند هذا النوع في دراساته إلى نتائج وخلاصات تم التوصل إليها من خلال التجارب المطبقة في الواقع على الإنسان أو الحيوان وتستعمل في إعداد وتهيئة المدرس والمعلم بشكل أساسي.

انطلاقا مما تم التطرق إليه، فالخلاصة أن مجال علم النفس التربويما هو إلا جزء من علم النفس العام؛ الجزء التطبيقي في علم النفس العام، وتتركز مهمة علم النفس في إمداد مختلف المكونات التربوية بمجموعة من المعلومات، والتحليلات النفسية والأسس الضرورية والمعتمدة معالجة المشاكل المتعلقة بالسلوكيات الإنسانية المرتقبة وكيفية التعامل معها استنادا إلى العلم والتجارب السابقة لعلم النفس، بهدف معالجة المشاكل التربوية داخل المؤسسات التعليمية بطريقة سهلة بسيطة وفعالة.
موقع التعليم

مواضيع ذات صلة
علوم التربية

أنشر الموضوع مع أصدقائك

التعليقات
0 التعليقات

Aucun commentaire: