التدريس ليس بالأمر السهل، واليسير كما يعتقد كثير من الناس. أنما هو علم له أصوله ومبادئه العلمية فهو علم يرتبط بعلوم مختلفة مثل :- علم النفس والتربية ويرتبط كذلك بالعلوم الأكاديمية التي سيتم تدريسها للمتعلم. ولكى نقوم بعملية التدريس لابد أن نفهم ما هو مفهوم التدريس وما هي عناصر التدريس.
يمكننا أن نعرف مفهوم التدريس بأنه موقف يتفاعل فيه المتعلم عن طريق المعلم مع الخبرة التعليمية تفاعلا إيجابيا ونشيطا ينتهى بتحقيق أهداف الدرس من اكتساب القيم، والخبرات، وألوان من السلوك والقدرات، والمهارات، والاتجاهات، والاستعدادات أو تعديل وتنمية لها. كما يعرف مفهوم التدريس أيضا : بأنه العملية التي يتوسط فيها شخص ( هو المعلم ) بين شخص آخر (المتعلم )، ومادة علمية أو جانب معرفي ما لتيسير عملية التعلم. ومن منطلق مفهوم التدريس ن لابد وأن نفصل بين الفرق بين طرق التدريس وأساليب التدريس واستراتيجيات التدريس.
يقصد بِهَا الطريقة الَّتِي يستخدمها المعلم فِي توصيل المحتوى العلمي إِلَى التلاميذ أثناء قيامه بالعملية التعليمية. ويمكن لأي معلم أن يقوم بالتدريس بالطريقة الَّتِي تتناسب مَعَ طبيعة المحتوى المراد تقديمه، ومستويات التلاميذ وإمكانياتهم .
أما أسلوب التدريس فهو الكيفية التي يتناول بها المعلم الطريقة ( طريقة التدريس). إذا فالطريقة اشمل من الأسلوب ولها خصائص مختلفة، كما أن هناك مفهوم أشمل من الاثنين ألا وهو استراتيجية التدريس .
أولا: طرائق التدريس
تعرف طرائق التدريس بانها مجموع الأفعال والأداأت والأَنْشِطَة الَّتِي يقوم بِهَا المعلم بِقَصْدِ جعل التلاميذ يحققون أهدافاً تعليمية محددة . كما أنهاوسيلة الاتصال التي يستخدمها المعلم من أجل إيصال أهداف الدرس إلى تلاميذه. سنذكر بعض الطرق المتبنية في الفصول التربوية:
1 ـ الطريقة الاستنتاجية:
يعتمد هذا الأسلوب على المنطق الاستنتاجي والذي يعني باستنتاج الخاص من العام، بحيث أن هناك قاعدة عامة تكون هي أساس الدرس ومن ثم يستخلص منها نتائج معينة ولتوضيح ذلك المثال التالي:
أولاً: القاعدة (العام): ـ ينقسم الفعل إلى ثلاثة أقسام: ماض ومضارع وأمر مثال: ذهب محمد إلى المدرسة. مثال: يذهب محمد إلى المدرسة. مثال: اذهب يا محمد إلى المدرسة … إذا نجد أن المعلم وضع أولا القاعدة العامة ومن ثم بدأ يورد الأمثلة لإثبات هذه القاعدة حتى يصل مع طلابه إلى الفهم الكامل لها وتكون الخطوات بهذا الشكل ك موضوع جديد القاعدة أمثلة إثبات صحة القاعدة
2 ـ الطريقة الاستقرائية:
وهي عكس الطريقة السابقة تماما فبدلا من البدء بالعام إلى الخاص يكون العكس تماما، حيث نبدأ من الخاص ( الجزء ) إلى العام ( الكل) ولتوضيح ذلك نجد أنه من خلال المثال السابق.. نبدأ بإيراد الأمثلة ومن ثم نستخلص منها القاعدة. موضوع جديد أمثلة القاعدة مثال آخر: ومن أجل أن يتضح ذلك أكثر إليك الطريقة عند تدريس موضوع ( الدول الإسلامية ) في الصف الثاني متوسط:
ـ تقديم أو كتابة مفهوم ( الدول الإسلامية ).
ـ إيراد مجموعة من الأمثلة بالطريقة التالية ( أمثلة ولا أمثلة ) بهذا الشكل: أمثلة ( أمثلة منتمية ) المملكة العربية السعودية لبنان تركيا أفغانستان لا أمثلة ( أمثلة غير منتمية ) الفلبين البرازيل الولايات المتحدة الأمريكية اليابان بعد أن يناقش المعلم مع طلابه وضع هذه الدول ويقدم نسبة المسلمين في كل دولة يستطيع المعلم مع طلابه الوصول إلى تعريف محدد للدول الإسلامية بأنها ( هي الدول البالغة نسبة المسلمين فيها 50% فأكثر أو كانت نسبة المسلمين فيها أكبر نسبة دينية)
3 ـ طريقة حل المشكلات:
حل المشكلات ليس بالموضوع الجديد في عملية التعليم والتعلم، حيث قدم منذ فترة طويلة، وحدد خمس خطوات لحل المشكلة هي:
- تحديد المشكلة.
- فرض الفروض المختلفة لحل المشكلة.
- جمع المعلومات عن كل فرض، وتفسيرها وتنظيمها.
- اتخاذ فرض معين " الاستنتاج والتوصل إلى قرار ".
- تطبيق القرار. ويتضح لنا من خلال المثال التالي لتدريس معنى ( المياه الإقليمية ) عند الصف الثاني أو الثالث متوسط في كتاب الجغرافيا ولا بد بالخطوات التالية:
- تحديد المشكلة وهي إيجاد تعريف واضح لمفهوم المياه الإقليمية حيث يوضح لهم المعلم إن عدم وضوح هذا المفهوم عالميا قد يؤدي إلى خلق مشاكل بين الدول وما يترتب على ذلك.
- وضع عدة فروض تقوم على أساس أن يحاول كل طالب أن يقدم تعريفا معينا لهذا المفهوم ولا بأس من تقسيم الفصل إلى عدة مجموعات يتفقون على تعريف معين.
- اختبار صحة الفروض وتكون بكتابة التعريفات على السبورة ومن ثم مناقشة جميع التعريفات المقترحة والتأكد منها. 4 ـ اتخاذ فرض معين، حيث يتبنى المعلم التعريف الأقرب إلى الصواب ويطوره ويوضحه للطلاب. 5 ـ التأكد من صحة الفرض، حيث يقوم المعلم مع طلابه بالتطبيق العملي إما على الخرائط أو من خلال الكتب الجغرافية المتخصصة أو من خلال الاقتناع العام بهذا التعريف، وبهذه الطريقة يكون مفهوم المياه الإقليمية واضحا للطلاب.
4 ـ الطريقة القصصية:
يتم ذلك عن طريق تحويل الدرس إلى قصة بأسلوب شائق وممتع ولا يتم ذلك إلا عن طريق الاستعانة بالكتب والمراجع الخارجية من أجل ضبط حبكة القصة مع الحرص على استنباط العظات والمواقف من خلالها، وغالب ما تنجح هذه الطريقة في مادة التاريخ والتفسير.. وما شابه ذلك.
5 ـ الطريقة الوصفية:
وتعتمد هذه الطريقة بالمقام الأول على الوسائل المعينة بحيث أنه يفترض بالدرس أن يكون غنيا بالوسائل التعليمية المتنوعة تكون هي محور الدرس بحيث أنه لا يشرح جزءا من الدرس إلا عبر الوسيلة، وهذا من شأنه أن يوفر الخبرة المناسبة للمتعلم، وكثيرا ما تنجح هذه الطريقة في مادة العلوم ومادة الجغرافيا وما شابهها، مع العلم أن لكل درس ظروفه الخاصة.
6 ـ طريقة المناقشة:
يقصد بطريقة المناقشة المحادثة التي تدور بين المعلم وطلابه في موقف تعليمي، وتعتمد على الحوار والجدل بطرح سؤال وجواب.. وتعتبر هذه الطريقة للتعلم بشكل عام من الطرق المحببة للطلاب، وذلك لأنها تعطي للطالب حرية إبداء الرأي وتبادل وجهات النظر ومن ثم الوصول إلى حلول مقنعة، ولنجاح هذه الطريقة لا بد أن يتحلى المعلم بالموضوعية بعيدا عن التعصب لرأي معين وكذلك احترام رأي الطرف الآخر، ولتكون هذه الطريقة أكثر إثارة بإمكان المعلم أن يغير من شكل الفصل ليتخذ شكلا يساعد على نجاح هذه الطريقة، ومن أمثلة ذلك عند تدريس الحدود كمثال في مادة الجغرافيا لا بد أن يعد المعلم مجموعة من الأسئلة يبحث عن إجابات لها عند الطلاب فيبدأ المعلم مثلا بالسؤال التالي:
س: لماذا نهتم بدراسة حدود الدول ؟ ج: ……………………………
س: ما الذي يحدث لو لم يكن لك دولة حدود ؟ ج: …………………………………………
س: أين توجد الحدود ؟ ج: …………………………
س: بعد هذه الأسئلة هل يستطيع أحد منكم أن يعطي تعريفا للحدود ؟ ج: ………………………………………
س: بعد أن عرفنا معنى الحدود .. هل يفترض أن تكون برية أو بحرية ؟ ج: ……………………………………
وهكذا يستمر المعلم وطلابه مع مداخلات من جميع الطلاب فالمعلم لن يجد الإجابة بشكل مباشر إنما لا بد من المناقشة من أجل التوصل إليها، وتساعد هذه الطريقة الطالب بشكل كبير حيث أنه متى ما استطاع أن يعرف معنى الحدود ويتخيل شكلها فإنه من السهولة بمكان أن يتعرف على حدود المملكة أو حدود دولة أخرى.
7 ـ طريقة المقارنة والربط:
تقوم هذه الطريقة على أساسين هما: المقارنة والربط.
اـ المقارنة: وتقوم على أساس تعليم الطلاب للمفاهيم المتضادة والمقارنة بينها، ومن أمثلة ذلك عندما يوضح المعلم للطالب أن البيئة الاستوائية لها صفات خاصة بها من حرارة وأشجار وأمطار وغيرها، وأن البيئة القطبية لها صفات خاصة بها هي تماما عكس البيئة الاستوائية فإن الطالب من السهولة أن يدرك أن لكل من المفهومين صفات خاصة به فمعرفة أحدهما تقتضي معرفة الآخر.
ب ـ الربط: ويكون على أساس تجميع المفاهيم تبعا لخصائصها المشتركة فالمفاهيم الجغرافية الطبيعية كالمناخ والطقس والنبات الطبيعي تصنف معا، والمفاهيم الجغرافية الاقتصادية كالتبادل التجاري والميزان التجاري تصنف معا وهكذا ليسهل على الطالب تذكرها متى ما عرف المجموعة الرئيسة. وكذلك عند تدريس الرياضيات مثلا فلا بد أن يقوم المعلم بتجميع للمجاميع المتشابهة من أجل زيادة إيضاحها، وكذلك في المواد الدينية فمن الممكن للمعلم بأن يقوم بتصنيف الحدود المتشابهة للطلاب في مجموعة واحدة من أجل سهولة فهمها للطلاب.
8 ـ طريقة لعب الدور:
وهي ما تعرف بطريقة التمثيل، وتعتمد أساسا على الطالب بحيث يقوم المعلم بشكل مسبق قبل شرح درس ما بتوزيع الأدوار على طلابه ويطلب منهم أن يستعدوا لتمثيل هذه الأدوار في الدرس القادم ولإيضاح ذلك إليك المثالين التاليين:
أ ـ في اللغة العربية مثلاً المعلم سيشرح الدرس القادم عن كان وأخواتها فلا بأس من أن يجعل الطلاب يتقمصون أدوار كان وأخواتها ومن ثم يقف كل واحد منهم وهو يحمل اسم أحد هذه الحروف ويتكلم عن ما يقوم به من رفع المبتدأ.. إلخ ويرصد كل ذلك على السبورة.
ب ـ في مادة التاريخ: موضوع فتح الرياض: قبل أن يشرح المعلم درس فتح الرياض بمدة كافية يقوم بتوزيع الأدوار بين التلاميذ فهذا يمثل دور الملك عبد العزيز وهذا ابن عجلان.. إلخ، وعند بداية الدرس يجعلهم يؤدون هذه التمثيلية ويقوم هو بالتعليق والتوجيه والتقويم.
9 ـ طريقة المشروع:
المشروع عبارة عن تصميم يقوم به الطالب تحت إشراف معلمه سواء بشكل فردي أو جماعي والمشروع من الطرق الناجحة والممتعة في علمية التدريس، ولا بد أن يمر بمراحل عدة كالتالي:
1 ـ اختيار المشروع..
2 ـ وضع خطة لتنفيذ المشروع.
3 ـ تنفيذ المشروع.
4 ـ تقويم المشروع. ولإيضاح ذلك إليك المثال التالي.. ولنفترض درس القرية في كتاب الجغرافيا للصف الرابع الابتدائي:
1_اختيار المشروع: يبدأ المعلم بعرش فكرة إقامة مشروع مدرسي على الطلاب حيث يوضح لهم أنه في الدرس القادم سيتم شرح موضوع القرية عن طريق المشروع بحيث يوضح الفائدة من ذلك وأهمية المشروع.. وعندما يتأكد من إقناعهم يتم توزيع العمل بحيث يحضر كل منهم أشياء محدد في الدرس القادم.
2 ـ وضع خطة لتنفيذ المشروع: عند بداية الدرس الجديد ( لقرية ) يوزع المعلم الطلاب إلى مجموعات يوضح لكل مجموعة دورها والزمن الذي ينجز فيه ما كلفوا به من عمل ويتأكد من فهم كل مجموعة لعملها.
3 ـ تنفيذ المشروع: بعد ذلك يبدأ الكلاب تحت إشراف معلمهم بالعمل داخل الفصل أو أي مكان مخصص لذلك كالمختبرات وغيرها، وهذه الخطوة محببة للطلاب بحيث أنها تعطيهم الحرية في الحركة والعمل والإبداع ولا بد للمعلم أن يتابع كل خطوة بحرص وعناية وأن يترك لهم اكتشاف الأخطاء بأنفسهم فيترك بعض الطلاب يقوم بتركيب البيوت في القرية ولآخر يضع المسجد والمدرسة في مكانها المناسب ومجموعة أخرى تقوم بوضع طرق رملية وغير ذلك من الأعمال، ومن الأشياء المهمة التي يجب أن يدركها المعلم أنه ليس شرطا أن يكون نتاج عملهم متميزا بل يركز على الهدف الأهم وهو إكساب الطلاب مهارات واتجاهات إيجابية.
4 ـ تقويم المشروع: حيث يقوم المعلم مع طلابه بمناقشة ما أنجزوا ومدى الفائدة التي تحققت من ذلك وهل حقق الهدف الذي وضع من أجله وخطة المشروع هل كانت واضحة ونوع النشاطات من حيث جدواها وتنوعها ومدى حماس الطلاب لتنفيذه ومن الممكن أن يطلب من كل طالب أن يكتب تقريرا عن ما أنجزوا ومدى استفادته.
10 ـ الطريقة الاستقصائية ـ الاستقصاء:
ـ تعتبر طريقة الاستقصاء من الطرق الحديثة في التدريس ويكون الطالب فيها هو مركز الفاعلية بحيث يوضع في موقف يحتاج إلى تفكير عميق فهذه الطريقة تعتبر طريقة تفكير وتدريس في آن واحد وهناك عدة خطوات تتضمنها طريقة الاستقصاء هي كالتالي:
أ ـ تحديد المشكلة: لابد من تحديد المشكلة التي يراد حلها، حيث تبدأ عملية الاستقصاء عندما يتولد لدى المستقصي شعورا بالحيرة والتعجب متعارضا مع ما عنده من معلومات حول هذه المشكلة مما يوجد لديه الرغبة والدافعية في بحثها. مثال: عندما يريد المعلم في التربية الإسلامية التحدث عن موضوع الربا فمن الممكن تحويل الدرس إلى السؤال التالي كمشكلة: ما الخطر الذي ينتج من انتشار الربا على المستوى العالمي ؟ قد تبدو الإجابة عن هذا السؤال كإجابة متكاملة صعبة جدا لذا فمن الممكن تجزئتها وتحليلها إلى أسئلة أكثر دقة مثل: ـ ما هي وجهة النظر الشرعية تجاه الربا ؟ ـ ما هو التأثير الذي يحدثه الربا على الفقراء ؟ ـ ما الذي ينتج عن تركز الأموال في يد طبقة معينة ؟ وهكذا يستمر المعلم مع تلاميذه في علمية التحديد حتى تتبلور المشكلة أمامهم.
ب ـ طرح الفرضيات: لا بد في هذه الخطوة أن تفحص البيانات المتوفرة وتصنف وتحدد العلاقات فيما بينها ومن ثم طرح افتراض منطقي، ولا بد أن يصنع الطلاب الفرضيات ويعطيهم المعلم الفرصة في تنمية تفكيرهم والإبداع في هذا المجال، ولا بأس من قبول الفرضيات المتضادة لزيادة الحماس بين الطلاب حتى لو لم يكن المعلم مقنعا بها.. مثال: قد يفترض بعض الطلاب عدم خطورة الربا، بينما يرى الآخرون شدة خطورته كل ذلك يصب في صالح تطور الفكر الاستقصائي لدى الطلاب.
ج ـ فحص الفرضيات والحلول المقترحة: وفي هذه الخطوة يقوم الطلاب مع معلمهم بتجميع الأدلة والبراهين التي تؤيد آرائهم وتنظم ويتم نقاشها منطقيا مع البعد عن التعصب لرأي معين.
د ـ تطوير الوصول إلى قرار: وفي هذه الخطوة يتم تقديم العلاقات بين الأدلة والفرضيات ومن ثم وضع القرار المناسب حيث ينظر في الأدلة ما إذا كانت تدعم الفرضية أم لا ومن ثم الاتفاق على رأي معين ومناسب.
هـ ـ تطبيق القرار على بيانات جديدة: ولعلنا نجد هذه الخطوة تتميز بها الطريقة الاستقصائية عن حل المشكلات حيث أنه لا يصبح القرار صحيحا وقابلا للتعميم إلا بعد اختباره فعندما نصل إلى تعميم مفاده أن الربا يضر باقتصاد الدول لا يقبل إلا بعد تطبيقه على بعض الدول كأمثلة ومن ثم التأكد من تأثيره السلبي عليها
11 ـ طريقة الإلقاء:
كثير من التربويين يحتفظ على هذه الطريقة ويرى أنها طريقة مملة تدفع بالطلاب إلى النفور من الدرس، إلا أن ذلك لا يمثل الوجه الكامل للحقيقة، فطريقة الإلقاء بالرغم من الانتقادات التي توجه إليها.. إلا أن المعلم يستطيع أن يجعل منها طريقة جيدة فالمعلم قد يضطر إلى استخدامها قفي بض الدروس وعند ذلك ومن أجل أن تكون طريقة الإلقاء أكثر تشويقا لا بد من مراعاة التالي: ـ أن يعد المعلم الدرس إعدادا جيدا من حيث حجم المعلومات التي سيقدمها وكذلك التوجيهات السلوكية والأهداف التي سيحققها. ـ أن لا يكون الإلقاء ترديدا لما هو موجود في الكتاب بل هو توضيحا له. ـ أن يراعي المعلم مستوى طلابه وحجم ما لديهم من خبرات وأن ينتقي الألفاظ والعبارات المناسبة لمستواهم. ـ أن يقسم الدرس إلى أجزاء وفقرات مع استخدام السبورة لتسجيل بعض النقاط مع استخدام ما يلزم من وسائل. أن يتأكد من فهم الطلاب للجزء الأول من الدرس قبل الانتقال إلى الجزء الآخر. ـ أن يذكي حماس الطلاب ويخلق جوا من المرح والتنافس بينهم. ـ أن يبتعد عن الإلقاء بسرعة وبصوت واطئ بل لا بد وهذا مهم جدا من تغيير نبرة الصوت بين الحين والآخر وبأسلوب مشوق.
12 ـ تفريد التعليم:
ما سيرد لا حقا عبارة عن بعض الأشكال الميسرة لتفيد التعلم ويقصد بذلك ترتيب سلوك المتعلم حتى الوصول إلى التعليم المتقن من خلال طرائق فردية وجماعية أملا في الحصول على نتائج تربوية أفضل،.. فمن المعروف تفاوت الطلاب في قدراتهم وميولهم، والتعليم المفرد من شأنه أن يراعي ذلك وهو لا يعني بالضرورة أن يعمل كل طالب لوحده بعيدا عن العمل الجماعي فمن الممكن أن يتم تقسيم الفصل إلى جماعات متجانسة لها قدرات متشابهة وهنا يأتي دور المعلم الناجح في تحقيق ذلك، مع الأخذ بالاعتبار أنه ليس من الضرورة تطبيق تفريد التعليم على جميع المواقف التعليمية بل لا بد من تحري الموقف والذي يخدم فيه التعليم المفرد أهداف العملية التعليمية، ومن أبرز صور التعليم المفرد:
أ ـ صحائف الأعمال: وعي عبارة عن قطع مماثلة لقطع الكتاب المدرسي سواء علمية أو أدبية يقوم الطالب بالكتابة على أحد وجهيها أو ورقة مرفقة مقارنا ومحللا لما تحويه هذه القطعة وعلاقتها بالقطعة الرئيسة ويكون دور المعلم بالتوجيه والتصميم والإرشاد، كما يتم تثبيت عدد من الأهداف في أعلى الصفحة مع دليل للإجابات الصحيحة يستطيع الطالب المقارنة وإنجاز العمل. نموذج لصحيفة أعمال: الصف الزمن اللازم: الأهداف السلوكية: إرشادات وتعليمات: النشاطات التعليمية التعلمية: والتي تحتوي على القطعة والأسئلة.
ب ـ الرزم " الحقائب " التعليمية: وهي عبارة عن حقيبة تحتوي على مواد متنوعة من وسائل وكتب وغيرها تهيىء للمتعلم مجالات متنوعة من الخبرة المرئية والحسية، فهي عبارة عن برنامج محكم التنظيم يقترح سلسلة من النشاطات التعليمية التعلمية يتوفر فيها بدائل متنوعة تعمل على تحقيق أهداف تربوية محددة، والمعلم هو من يقوم مسبقا بإعداد هذه الحقائب بمساعدة من المدرسة وتعتبر هذه الطريقة من الطرائق المتقدمة جدا في التعليم.
ج ـ الألعاب التعليمية: تقوم هذه الطريقة على أساس جعل المتعلم فعالا ومشاركا في الموقف التعليمي وذلك عن طريق فرض الفروض الذكية وحفزه على التساؤل والعمل المنظم، واللعب قد يكون حركيا أو ذهنيا ويمكن أن يمارس فرديا أو جماعيا وهذه الطريقة للتعلم تكون مناسبة جدا للمرحلة الابتدائية وبالذات في الصفوف الأولية والألعاب متنوعة فقد تكون ألعاب تلقائية أو ألعاب تربوية المناسبة تمثيلية أو ألعاب تركيبية أو ألعاب فنية أو ألعاب رياضية ولكل معلم أن يختار الألعاب المناسبة لطلابه والتي يستطيع من خلالها أن يحقق الأهداف السلوكية والتربوية التي وضعها.. كما أن هناك طرائق متقدمة جدا للتعليم المفرد إلا أن تحقيقها قد يكون فيه نوع من الصعوبة في مجتمعنا التعليمي كالمجتمعات التعليمية والبطاقات التعليمية والنصوص الكتابية
ثانيا- أساليب التدريس :
أسلوب التدريس يرتبط كثيرا بخصائص المعلم وسماته الشخصية والتي تميزه عن غيره من المعلمين وتجدر الإشارة إلى أن أساليب التدريس ليس لها خطوات محددة وواضحة يمكن فيها قياسها كما هو في الطريقة والاستراتيجية وذلك لأنه لا يمكن تحديد أنماط موحدة من حيث الصفات الشخصية لكافة المعلمين.. ومن أساليب التدريس الدارجة: -
1 ـ الأسلوب المباشر:
ويقوم على أساس إعطاء التعميمات والمفاهيم والحقائق للطلاب بشكل مباشر يعتمد على ما لدى المعلم لذا فهو يناسب الطريقة الإلقائية وطريقة المحاضرة وغيرها من الطرق التي يكون الدور الأكبر فيها للمعلم.
2 ـ الأسلوب غير المباشر:
وهو أفضل من سابقه حيث أن المعلم ينطلق من قاعدة الطلاب ويعطيهم حرية أكبر للتفاعل والنقاش كما هو في الطريقة الاستقرائية والمناقشة وغيرها، ولعل ما ذكره ( فلاندر Flander)، عن هذا الجانب يوضح الفارق بين المباشر وغير المباشر.
3 ـ الأسلوب الجماعي:
وهذا الأسلوب يقوم على أساس وجود عناصر مشتركة بين الطلاب بحيث يتم التعامل معهم على أنهم متقاربون في الخصائص والصفات كطريقة المشروع.
4 ـ الأسلوب الفردي:
عكس السابق يمايز هذا الأسلوب بين خصائص الطلاب وصفاتهم بحيث أنه يجعل من التعليم فرديا أكثر ويوضح لكل طالب أو مجموعة صغيرة من الطلاب أسلوب وطريقة مختلفة وفق حاجاتهم.
5 ـ أسلوب المدح والنقد: وهذا من الأساليب الخطيرة سواء مدحا أو نقدا فإذا لم يستخدم بحرص وعناية معتمدا على الصفات الفردية لكل طالب فإنه أثره قد يكون عكسياً فالمدح له ضوابط وشروط وكذلك النقد وإن كانت الدراسات أشارت إلى نجاح أسلوب المدح أكثر من النقد.
6 ـ أسلوب التغذية الراجعة:
وهذا الأسلوب يعتمد على تقويم المعلم لطلابه وإعطائهم تغذية راجعة عن أدائهم يسمح لهم بمراقبة تطورهم ومعرفة ما طرأ على مستواهم من تغير سلبي أو إيجابي.
7 ـ الأسلوب الحماسي للمعلم:
حيث أن حماس المعلم وتفاعله ومحاولة جعل الطلاب متواصلين معه قدر الإمكان يساعد وبشكل كبير على ارتفاع نسبة التحصيل لديهم ويكون هذا الحماس أبلغ تأثيرا إذا كان متوازنا ومنضبطا وليس حماس عشوائيا.
8 ـ أسلوب التكرار:
والمقصود هنا تكرار الأسئلة وتكرار الأجوبة سواء من قبل العلم أو الطالب حيث أن هذا التكرار لع أثر إيجابي في تحصيل التلاميذ ويزيد من نسبة الاحتفاظ وبقاء أثر التعلم بشكل أكبر. وبشكل عام فإن أسلوب التدريس غالبا لا يكون مخططا له بشكل كامل بل أن موضوع الدرس وخصائص الطلاب ومستوى تفاعلهم هي التي تحدد الأسلوب الناسب وتنويع الأساليب حتى أثناء الدرس الواحد له أثر إيجابي أفضل وما ذكر آنفا من أساليب هي أمثلة لأساليب عديدة ويستطيع كل معلم أن ينمي له أسلوبا خاصا في التدريس يتوافق مع طبيعة المرحلة وخصائص الطلاب حيث أن انتقاء الأسلوب المناسب يجعل الطلاب أكثر تفاعلا وبالتالي زيادة بقاء أثر التعليم