النص السماعي نعمة الغابة pdf

الْغَابَةُ كَنْزُ مِنْ كُنوزِ الطَّبِيعَةِ، وَمِنْحَةٌ إِلَهِيَّةٌ مَنَحَهَا اللَّهُ لَنَا لِتَعُمَّ فَوائِدُها عَلَيْنَا، فَهِيَ تَجَمُّع كَبِيرٌ مِنَ الْأَشْجَارِ الْخَضْراءِ الَّتِي قَدْ تَمْتَدُّ آلاف الكيلومتراتِ وَتُعْتَبَرُ الرِّئَةَ الطَّبيعية لِلْأَرْضِ وَهِيَ جُزْءٌ مُهِمَّ وَحَيَوِيٌّ مِنَ النِّظامِ الْبينِي الَّذِي نَعِيشُهُ، وَأَيُّ مَساسٍ بِها يُعْتَبَرُ سَبَاً لاخْتِلالِ هَذا التَّوازُن.

وَتُعَدُّ الْعَابَةُ مَصْدَراً أساسياً لِتَصْفِيَّةِ الْهَواءِ وَإِنْتاج الْأُكْسِجينِ، وَالتَّخَلُص مِنْ ثاني أُكْسيدِ الْكَرْبونِ، وَتَرْسِيبِ الْغُبارِ، كَما تَقومُ بِتَنْقِيَّةِ الْجَوِّ، وَإِزالَةِ الْعَوَالِقِ الضَّارَّةِ مِنْهُ وَتَخْلِيصِهِ مِنَ الْغازات .

وَالْغَابَةُ كَذَلِكَ تُعْتَبَرُ مَصْدَراً مُهِما مِنْ مَصادِرِ الطَّاقَةِ الْمُتَجَدِّدَةِ فِي الطَبيعَةِ وَمَكَانَاً مُناسِباً لِلتَّنَزُّهِ وَالاسْتِحْمَامِ وَالتَّخَلُّصِ مِنَ الطَّاقَةِ السَّلْبِيَّةِ بِتَأَمُّلِ الْأَشْجَارِ الْخَضْرَاءِ وَمَكَانًاً رائعاً للتريض والتخلص مِنْ الضُّغوط النَّفْسِية.

وَتُحافِظُ عَلَى التَّوازِنِ الْبيئِي، وَتَعْمَلُ عَلَى اعْتِدالِ الْمُناحَ وَمَنْع حُدوثِ ظَاهِرَةِ الاحتباس الحراري، وَتُلَطِّفُ الْجَوَّ، كَما أَنَّها تَضُمُ بَيْنَ أَشْجَارِهَا الْأُصول الْوِرَاثِيَّةَ الْأَصِيلَةَ لِلنَّباتاتِ وَالْأَشْجَارِ، وَتُعْتَبَرُ مَرْكَزاً مُهِما وَبَيْتاً أَساسِيًّا لِلتَّنَوُّعِ الْحَيَوِيِّ الْبِيئِي مِنَ الْحَيَوَانَاتِ وَالنَّباتاتِ وَالطُّيور الَّتي تَتَّخِذُ مِنَ الْغَابَةِ بَيْتاً لَهَا. وَتَعْمَلُ الْأَشْجارُ عَلى إِفْرَازِ مَوادٌ وَزُيوتٍ طَيَّارَة فِي الْجَوِّ تُسهم في قتل الجراثيم والميكروبات في الهواء خُصوصًا أَشْجارُ الصَّنَوْبَرِ وَعَابَاتُ الْأَرْزِ وَالْآسِ، وَتُحافِظُ عَلى طَبَقَةِ الْأوزونِ، وَتَمْنَعُ تَعَرُّضَهَا لِلتَّقْبِ، وَتَمْنَعُ تَجَمُّعَ الْحَشَراتِ الضّارَّةِ وَالْبَعوضِ، وَتَقومُ بِطَرْدِهَا، وَتُخَفِّفُ مِنْ سُرْعَةِ الرِّياحِ، وَتُقَلِّلُ مِنْ تَلَوُّثِ الْجَوِّ ، وَتُعْتَبَرُ مَصْدَراً لِلْحُصولِ عَلى وَقودِ التَّدْفِئَةِ عَنْ طَرِيقِ الْحَطَبِ الذي يَتِمُّ تَقْلِيمُهُ مِنَ أَشْجارِها ، وَمَصْدَراً مُهِمَّا لِصناعَةِ الْوَرَقِ وَالْأَثَاثِ، وَالْحُصُولِ عَلَى الْأَخْشَابِ. وَتَمْنَحُ الْعَابَةُ الْأَرْضَ مَنْظَراً خَلاَبَاً لِلْجَمَالِ الرَّبَّانِيِّ الْمُدْهِشِ؛ هَذَا الْجَمَالُ الذي يُلْهِمُ النفوسَ الْبَهْجَةَ وَالْإِنْهامَ لِلشُّعَرَاءِ وَالْكُتاب.

‏https//mawdoo3.com (بتصرف)