النص السماعي هوايات الأطفال pdf

تَعْتَبِرُ الطفلة منى نفسها نموذجاً للتلميذة المُجدَّةِ التي تَعْرِفُ كَيْفَ تُنظمُ وَقَهَا بَيْنَ الدَّرَاسَةِ وَهِوَايَاتِهَا فِي قراءة المجلات، وكتابة القصص، واستعمالِ الْحاسُوبِ والمُشاركة في المسابقات الأدبية ؛ وَتُؤَكِّدُ أَنَّها تُمارس هواياتها تلك بشكل «متوازن» وَفِي الْوَقْتِ الْمُخَصَّص» أَيْ بَعْدَ أَنْ تَكُونَ قَدْ أَنْهَتْ وَاجِبَاتِها المدرسية والمنزلية. بينما يهوى شقيقها حُسامُ الرَّسم وتركيب المُكعبات البلاستيكية، حَيْثُ يَصْنَعُ منها أشكالاً متعددة ؛ فَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يُجَسِّد شكل مدرسته والبناية التي يَسْكُنُ فِيهَا، وَبِاسْتِطَاعَتِهِ اسْتِعْمَالَ المكتبات ذاتها في تركيب حديقة جميلة فيها «أَشْجارٌ وَأزْهَارٌ ومراجيحُ أَوْ قَلْعَهُ قَدِيمَةٌ تَضُمُّ عَشَرَابٌ الْجُنُودِ الْمُدَجَحِينَ بِالسلاح.

يولي الطفل حازم من جانبه اهتماماً لافتاً بتعلم اللغات الأجنبية وتزولاً عَلَى رَغْبَتِهِ قامَتْ وَالِدَتْهُ بإلحاقه بمدرسة لتعلم اللغتين الإنكليزية والفرنسية في وقت واحد، وقَدْ أظْهَرَ حَتَّى الْآنَ، حَسَبَ مُعَلِّمَتِهِ، تميزاً واضحاً في استيعاب مفردات وقواعد كُلِّ لُغةٍ على جدة، مِمَّا جَعَلَهَا تَصْحَبُهُ بَيْنَ الْحَينِ وَالْآخَرِ، في رَحَلاتٍ تَرْقِيهِيَّة، ليتحادث مُباشرةً مع السياح، مِمَّا جَعَلَهُ يُصِرُّ أَكثر عَلَى اسْتِكْمال طريقه في تَعَلُّم اللغات ؛ لكن هوايات حازم لا تقف عند هذا الحد، فَهُوَ يَميلُ إلى استخدام أدواتِ الْخِياطَةِ، وَبِإضرار بالغ يَعْتَمِدُ عَلَى نَفْسِهِ في إصلاح ملابسه وحقائيه الممزقة بالإبْرَة والخَيْطِ والمقص ، وغالباً ما يَنْجَحُ في أداء المهمة، ولكي يَتَعَلَّمَ خِزْقَهُ مُفِيدَةً فِي الْمُسْتَقْبَل إلى جانب التخصيل الدراسي، فَرُرَتْ وَالِدَتْهُ أَنْ تُلْحِقَهُ بوَرْشَةِ خِياطَةٍ خِلالَ الْعُطْلَةِ الصَّيْفِيَّةِ بَعْدَ أَنْ فَضْلَتْ في صَرْفِ أَنْتِباهِهِ عَنْ تِلْكَ الهوايَةِ.

وَبِدَوْرِها لَمْ تَسْتَطِعْ أُسْرَةُ الطِّفْلِ إبْراهِيمَ أَنْ تَتَجاهَل هوايَتَهُ في لُعْبَهِ كُرَةِ الْقَدَمِ بَعْدَ أَنْ أَظْهَرَ مَهَارَابٌ لاقته في ركل الكرة سواءً بقدمه اليمنى أو اليُسرى، إِنَّهُ يُتابع باهتمام مُبارِياتِ كُرَةِ الْقَدَمِ الَّتِي يَعْرِضُها التلفزيونُ مِنْ بدايتها إلى نهايتها، بَلْ إِنَّ والدَهُ يَضْطَرُّ إلى أصْطحابه إلى مُبَارِياتِ الدَّوْرِي بَيْنَ الْحَينِ والآخر نزولاً عَلى رَغْبَتِهِ، لَكِنَّ الطِّفل لا يكتفي بمُتابَعَةِ الْمُبارَياتِ عَلى الشَّاشَةِ، بَلْ يُمَارِسُ هِوَايَتَهُ المُفضّلة في الحديقة العامة قبالة منزله لمدة لا نَقِل عَنْ سَاعَةِ بِشَكْلٍ يَوْمِي تَقْرِيباً!

وَقَدْ نَبْدو هِوَايَةً تَفْكِيكِ الأدوات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية لدى الطفلَةِ آيةِ أَمْراً عادياً في ظل ما نَشْهَدُهُ مِنْ نَقَدم تكنولوجي فَرَضَ أشكالاً مُتَعَدِّدَةً مِنْ تلك الأدوات في كُلِّ البُيوتِ، فَرُغْمَ عَشَرَابُ الْأَنْعَابِ التي يشتريها لها والداها إلا أنها سرعان ما ترميها لتلتقط الهاتف والمِدْيَاعَ وَالْمِرْوَحَة وَتَقْضِي وَقَاً طويلاً في تفحصها ، وقد أجزائها ، ثُمَّ مُحاولة تركيبها مَرَّةً أُخْرى بشكل لافت للنظر.

من موقع : البلاغ . كوم - أنيز بتاريخ 2013/08/12 أطلع عليه بتاريخ 2019/03/14 اسم الكاتب غير مذكور) من موقع : Balagh.com