النص السماعي ما أعجب المكان pdf

إِنْتَظَرْنَا وُصولَ حَالِي وَأَبْنائِهِ مِنْ أُوروبا، فَهَذِهِ مُناسَبَةً لنزور بِرُفْقَتِهِمْ بَعْضَ الْأَمَاكِنِ الطَّبِيعِيَّةِ الَّتِي تَزْخَرُ بِها بِلادُنا. كانَ أَبي قَدْ هَيَّاً كُلَّ مَا يَلْزَمُ لِهَذِهِ الْجَوْلَةِ السِياحِيَّةِ. كانَ يُحَدِّثُني أنا وأخي عَنْ « ضاية عوا» الْبُحَيْرَةِ الْواقِعَةِ بَيْنَ «إفران» و «إيموزار» حَتَّى عَشِقَتْها أُذُنِي قَبْلَ أَنْ تَرَاهَا عَيْنِي، فَطَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ نَزَورَها مَعَ أُسْرَةِ خَالِي. عِنْدَ وُصولٍ خالِي وَأُسْرَتِهِ لَبّى والدي طَلَبِي، فَانْطَلَقْنا مِنْ مُرَاكُشَ إِلَى حَنِيفِرَة حَيْثُ تَناوَلْنَا غَدَاءَنَا لِنَكُونَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ بَيْنِ السُّيَاحِ ضُيوفِ الْبُحَيْرَةِ. «ضايَةٌ عَوَا» تَنامُ هَادِئَةً وَدِيعَةَ مُسْتَسْلِمَةً لِوُجودِها بَيْنَ سِلْسِلَةٍ مِنَ الْجِبَالِ، تُغَذِّيها مِياهُ التَّلوحِ الَّتِي تَتَسَاقَطُ كُلَّما أَقْبَلَ الشَّتَاءُ إِنَّهَا دَائِرِيَّةُ الشَّكْلِ، تَكْسو بَعْضَ جَنَبَاتِها أَشْجَارٌ مُتَدَلَّيَةُ الْأَعْصَانِ، وَارِفَةً الظَّلالِ، لَكِنَّهَا تَتْرُكُ أَمْكِنَةً تَتَسَلَّلُ مِنْهَا الشَّمْسُ لِيَنْعَمَ بِأَشِعَتِها السُّيَاحُ مِنَ الْمَغْرِبِ وَخَارِجِهِ. كَمْ أَعْجَبَتْنَا الْمَرَاكِبُ الصَّغِيرَةُ وَنَحْنُ نَتَجَوَّلُ فَوْقَ سَطْحِ مَاءِ الْبُحَيْرَةِ ! وَكَمْ تَمَنَّيْتُ أَنْ أَرْكَبَ الْأَلْوَاحَ الشّراعِيَّةَ الَّتي تُدَاعِبُ وَجْهَ الْمَاءِ وَقَدِ انْتَصَبَ عَلَيْها أَصْحَابُها مُمْسِكِينَ بِحِزَامٍ حَدِيدِي يُحِيطُ بِشِرَاعِهَا، يُفْلِتُ مِنْهُمْ أَحْيَانًا فَيَسْقُطُونَ، وَلَكِنْ لا يَلْبَثونَ أَنْ يَعودوا لِبَدْءِ الْمُحَاوَلَةِ مِنْ جَدِيدٍ!

قَضَيْنَا يَوْماً رائعاً اسْتَمْتَعْنَا فِيهِ بِهَذَا الْمَكانِ الْجَميلِ. شَكَرْنا والدي وَطَلَبْنا مِنْهُ أَنْ يَأْخُذَنا لِزِيارَةِ مَدِينَةٍ وَجْدَةً.

المؤلفون