النص السماعي الأشعة السينية pdf

الطَّبيب صورة هَذِهِ فِي في كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْراضِ يُشيرُ الطَّبيبُ بِالْأَشِعَةِ السَينِيَّةِ، أي الصورَةِ، إِذْ بِالْأَشِعَةِ يَعْرِفُ رَةَ الْقَلْبِ، وَالْكِلْيَةِ، وَالصَّدْرِ، وَالْمَعِدَةِ، وَالدِّماغ... تَنْفُذُ الْأَشِعَةُ فِي أَجْسَامِنَا فَتَفْصَحُنا للطَّبِيبِ وَنَحْنُ لا نَدْري إنَّها عُدَّتُهُ، كَمَا أَنَّهَا عُدَّةُ الصَانِعِ صناعَتِهِ، وَالشُّرْطِيَ فِي تَحْقِيقاتِهِ ... اكْتَشفَها الْعَالِمُ الْأَلْمانِيُّ "رنتجن" فَسُمِّيَتْ بِأَسْمِهِ أَشِعَّةُ رنتجن" أَوْ "أَشِعَةً س". الْأَشِعَةُ السَينِيَّةُ شَبيهَةٌ بِالْأَشِعَةِ الَّتِي هِيَ بَطَيْفِ الشَّمْسِ، كَمَا أَنَّهَا شَبِيهَةٌ بِالْأَشِعَّةِ الَّتِي هِيَ فَوْقَ اللَّوْنِ الْبَنَفْسَجِيَ فِي الطَّيْفِ وَلَكِنَّها أَصْغَرُ مِنْها مَوْجاتٍ، وَبِسَبَبٍ صِغَرٍ مَوْجَاتِها اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَنْفُذَ فِي الْأَجْسامِ الصَّلْبَةِ عَلَى دَرَجَاتٍ. الصَّفَةُ الْكُبْرِى لِهَذِهِ الْأَشِعَّةِ : صِفَةُ النَّفاذِ في الْأَشْياءِ، وَلَكِنَّهَا فِي نَفَاذِهَا مُسْتَقِيمَةٌ تَصْطَدِمُ بِهَذِهِ الذَّرَّةِ أَوْ تِلْكَ ، فَتَتَعَطَّلُ فَلا تَنْفُذُ وَعِنْدَئِذٍ نَقولُ إِنَّ الْجِسْمَ أَمْتَصَهَا وَتَخْتَلِفُ الْأَجْسامُ في دَرَجَاتِ نَفاذِ هَذِهِ الْأَشِعَّةِ فيها، وَذَلِكَ تَبَعاً لِكَثِافَةِ هَذِهِ الْأَجْسَامِ. إنَّ الْأَشِعَّةَ السَينِيَّةَ تَنْفُذُ بِسُهولة في الْأَجْسامِ الْعُضْوِيَّةِ كَاللَّحْمِ وَالْأَجْزَاءِ الرَّخْوَةِ الْخَصْراءِ مِنَ النَّبَاتِ، وَفِي الْخَشَبِ الرَّخْو، بَيْنَما تَنْفُذُ فِي الْأَجْسامِ الصَّلْبَةِ بِعُسْرِ، وَمِنْهَا الْعِظَامُ وَالْأَسْنانُ وَالْأَخْشَابُ وَأَشَدُّ مِنْ هَذِهِ مُقاوَمَةً لِلنَّفاذِ الصَّخْرُ وَالْمَعْدِنُ، وَمِنْهُ الرَّصَاصُ الَّذِي تَتَّخَذُ مِنْهُ صَفَائِحُ سَمِيكَةٌ لوقايَةِ الْعَامِلِ مِنْ هَذِهِ الْأَشِعَةِ وَشُرورها، وَعَلَى هَذَا يَنْصَحْ الْأَطِبَاءُ الْمَريض بِعَدَمِ التَّعَرُّض لِلْأَشِعَّةِ فِي كُلِّ عَمَلِيَّةِ فَحْصِ، لِأَنَّهُ يَتَضَرَّرُ بِكَثْرَةِ التَّعَرُّضِ لَها.

وَكَما تُسْتَعْمَلُ الْأَشِعَّةُ السَينِيَّةُ فِي مَجالِ الطَّبَ تُسْتَعْمَلُ كَذَلِكَ في الصناعَةِ، وَعِنْدَ رِجالِ الْجَمَارِكِ وَالشَّرْطَةِ الَّذِينَ يَكْشِفُونَ بِالْأَشِعَةِ السِّينِيَّةِ عَمَّا فِي الْحَقَائِبِ مِنَ الْأَشْيَاءِ الْمَحْظُورَةِ، وَالَّتي لا يَجوزُ الدُّخول بها أو الْخُروجُ مِنَ الْوَطَنِ وَالْأَشِعَّةُ السَينِيَّةُ لَهَا فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ، كَما أَنَّ لَها أَضراراً كَثِيرَةً عَلى الْمَرْأَةِ الْحامِلِ مَثَلاً، وَهِيَ أَضْرَارٌ لا تَظْهَرُ فِي حينها، بَلْ إِنَّهَا تَفْعَلُ فِعْلَها فِي الْأَنْسِجَةِ فَتَحْرِقُها بَعْدَ شُهورٍ، لِذَلِكَ يَنْبَغِي التَّعَامُلُ مَعَهَا بِحَذَرٍ، وَتَحْتَ إِشْرافِ الطَّبيب..

الدكتور أحمد زكي مجلة العربي العدد 12 عام ،1959، ص 52-62، بتصرف.