النص السماعي من رقصات بلادي pdf

يَتَمَيَّرُ الْمَغْرِبُ بِتَنَوعِهِ الثَّقَافِي، وَيَتَجَسَّدُ هَذا التَّنَوُّعُ في تَمَيَّرِ كُلِّ مِنْطَقَةٍ عَنْ غَيْرِهَا بِمَا يَتَلاءَمُ مَعَ خُصوصِيَّتِها وَعادَاتِها سَواءٌ عَلَى مُسْتَوى الْمِعْمارِ أَوِ الْأَكْلِ أَوِ البَاسِ أَوْ حَتَّى اللَّوْنِ الْمَوسِيقِيِّ. إِذْ نَجِدُ أَنَّ كُلَّ مِنْطَقَةٍ مَعْرُوفَةٍ بِلَوْنِ موسيقِيِّ يَتَمَيَّزُ بِطُقوسِهِ الْمُخْتَلِفَةِ. وَمِنْ بَيْنِها بَعْضُ الرَّقْصَاتِ الْجَمَاعِيَّةِ، وَهِيَ تَعْبِيرٌ عَنِ الْفَرْحَةِ وَتَرْفِيةٌ عَنِ الذَّاتِ وَتَفْريجٌ عَنِ الْإِنْفِعالاتِ. وَمِنْ بَيْنِ هَذِهِ الرَّقْصَاتِ مايلي:

1 - أَحَيْدوسُ : هِيَ رَقْصَةٌ جَمَاعِيَّةٌ، مَوْطِنُها جِبالُ الْأَطْلَسِ الْمُتَوَسَطِ وَالْكَبِيرِ، يُرافِقُهَا إِيمَاعُ الْبَنادِرِ وَتَوْقِيعُ الْأَكُفِّ، لِيَدْخُلَ الرَّاقِصونَ شَيْئاً فَشَيْئاً في جَوْ الْإِيقاع وَالْإِنْسِجَامِ الْجَمَاعِيِّ. وَيَتَكَوَّنُ أَحَيْدوسُ غالِباً مِنْ دَائِرَةٍ كَبِيرَةٍ تَتَمَاسَكُ فِيهَا الْأَكْتافُ تارَةً وَالْأَيْدي تارَةً أُخْرى، وَيَخْتَلِطُ فِيهَا الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ لِيُرَدّدوا مَعَ عِنائِهِمْ إيقاع الرَّقْصَةِ بِالْأَرْجُلِ وَبِالْأَيْدي وَبِالْجَسَدِ كُلِّهِ، يُرَدِّدُونَهُ وَهُمْ يَتَبَادَلُونَ الْأَدْوارَ .

2 - أَحْوَاشُ: مَوْطِنُهُ مِنْطَقَةُ سوسَ وَجِبالُ الْأَطْلَسِ الصَّغيرِ إِلى حُدودِ تُخومِ الصَّحْرَاءِ يَبْدَأُ غالباً بِدونِ إيقاع، ثُمَّ بَعْدَ ضَرْبَةٍ حادةٍ عَلَى الْبَنْدِيرِ يُسْرَعُ في الإيقاعِ وَيَتْبَعُهُ الْغِناءُ وَالْمَوسيقى. وَيَخْتَلِفُ أَحْوَاشُ عَنْ أَحَيْدُوسَ بِكُوْنِهِ يَعْتَمِدُ عَلَى تَقْسِيمِ الْجَوْقَةِ الْإِيقاعِيَّةِ إِلى فِئاتٍ تَخْتَلِفُ أَدْوارُها وَآلَاتُهَا، مَعَ الْعِلْمِ أَنَّ لِكُلِّ مِنْطَقَةٍ أَخْواشُها الْخَاصُ بِهَا. وَتَلْتَحِمُ جَمَاعَةُ أَخواشَ عَنْ طَرِيقِ ضَمِّ الْأَيْدِي أَوْ مُلَامَسَةِ الْأَكْتافِ، وَيَهْتَرُّ الرَّاقِصونَ بِأَجْسادِهِمْ يُمْنَةً وَيُسْرَةً، تَقَدُّماً وَتَرَاجُعاً ، وَقَدْ تَتَّخِذُ رَقْصَةً أخواش تنظيماً صَفْيّاً في شكل من

طويلٍ، وَقَدْ تَتَبَعْثَرُ هَذِهِ الْفِرْقَةُ الرّاقِصَةُ لِتَتَّخِذَ أشكالاً التوائية أو دائِرِيَّةً أَوْ مُتَداخِلَةٌ مُتَقاطِعَةً أَوْ مُتَالِيَةً. 3 - رَقْصَةُ الْكَدْرَةِ: توجَدُ فِي مِنْطَقَةِ الصَّحْرَاءِ بِالْجَنوبِ الْمَغْرِبِي، وَهِيَ رَقْصَةٌ صَحْرَاوِيَّةٌ خالِصَةٌ، تُقَامُ بِشَكل دائِرِيِّ، يُمارِسُها الطَّرَفانِ، تَعْتَمِدُ أَساساً عَلَى آلَةِ طَبْلِ الْكَدْرَةِ) أَيْ الْقِدْرِ، وَالتَّصْفِيقِ الْجَمَاعِيِّ بالأيْدي أَثْناءَ مُمَارَسَةِ (الْكَدْرَةِ) تَجْلِسُ النِّسَاءُ جَلْسَةً غَيْرَ مُنَظَّمَةٍ، فَتَقومُ إِحْدَاهُنَّ بِالْقَاءِ بَعْضِ الْمَقاطِعِ الشِّعْرِيَّةِ تُرافقها النساءُ بإيقاع عَلَى آلَةِ (الْكَدْرَةِ) بَعْدَ ذَلِكَ تَنْقَسِمُ الْمُمَارِسَاتُ إِلَى مَجْمُوعَتَيْنِ، الْأُولِى تُرَدِّدُ مَعَ الْمَرْأَةِ الْمُبْدِعَةِ، وَالقَانِيَةُ تُرَدِّدُ الْمَقاطِعَ الْمُتَغَنّى بها. لتختتم في الأخير بيتٍ شِعْرِي سريع الإيقاع.