بيداغوجيات علوم التربية الحديثة



يعرف العالم تغيرات متسارعة على مستوى الميادين المعرفية والعلمية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.الشيء الذي جعل الرهان على المقاربة بالكفايات في المدرسة مطلبا من شأنه أن يخلق المواطن المتفاعل والمتكيف مع هذه التغيرات والقادر على الإبداع،وبذلك تكون وظيفة المدرسة قد تحولت من أداة لشحن العقول بالمعارف الغزيرة التي صارت متوفرة في أماكن متعددة إلى أداة لتعليم التعلم وتنظيم المعارف وتعبئتها لتصريفها في حل المشكلات اليومية والمحتملة في المستقبل.

و لكي يكون النظام التربوي المغربي في مستوى مواجهة تحديات العصر،و تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية تضمن للفرد الاندماج في المجتمع،و قدرته على التفاعل في النسيج الدولي،كان لزاما عليه تبني فلسفة تربوية تضمن التنمية المستدامة للفرد و المجتمع ،ما دامت التربية هي الموجهة و الحاسمة في النمو و التطور وقد حدد الميثاق الوطني للتربية و التكوين الفلسفة التربوية في جعل المتعلم في قلب الاهتمام و التفكير و الفعل خلال العملية التربوية و التكوينية تكوين مواطنين متفتحين ومؤهلين و قادرين على التعلم مدى الحياة تنمية الكفايات المطلوبة التي تؤهلهم للاندماج في الحياة العملية مع تحديد مواصفات التخرج و الكفايات الموازية، و الأهداف العامة لكل سلك ولمختلف أسلاك مستويات التربية و التكوين (المادة 106)

الكفايات في المجال التربوي
بناء على ما جاء في الميثاق الوطني للتربية و التكوين المتضمن للفلسفة التربوية ,تم تبني المدخل بالكفايات لمراجعة مناهج التربية و التكوين المغربية عوض المدخل بالأهداف الذي كان سائدا من قبل .ويعتبر هذا التوجه اختيارا بيداغوجيا يرمي إلى الارتقاء بالمتعلم إلى أسمى درجات التربية و التكوين ؛ إذ أن المقاربة بالكفايات تستند إلى نظام متكامل من المعارف و الأداءات و المهارات المنظمة التي تتيح للمتعلم ضمن وضعية تعليمية , القيام بالإنجازات و الأداءات الملائمة التي تتطلبها تلك الوضعية.

والحقيقة أن المقاربة بالكفايات جاءت بالفعل لتصحيح وظيفة المدرسة وجعلها بالتالي تركز على إعداد وتأهيل الأطفال للانخراط الفعلي والفاعل في بناء المجتمع وحل مشاكله التنموية. والمدرسة المغربية، بوصفها مناط التربية والتكوين، أبت إلا أن تعيد النظر في ممارساتها وتجدد مقارباتها في ظل الدعوة إلى تجاوز التركيز على الأهداف الإجرائية، على اعتبار أن مجموع هذه الأخيرة لا يساوي ما تصبو إليه غايات التعليم، فالكل، باعتباره نسقا، لا يساوي دائما مجموع أجزائه. لذلك كان مدخل الكفايات بديلا ناجعا يتوخى المردودية التربوية، ويتطلع إلى ربط فضاء المدرسة بالحياة العملية ربطا متينا ووظيفيا.

تعريف الكفاية:
نظرا إلى هذه الأهمية التي تكتسيها المقاربة بالكفايات في الحقل التربوي، فقد أفرد لها الباحثون عدة محاولات طالت على وجه الخصوص تعريف مفهوم الكفاية، وهي تصب جميعها في أن "الكفاية هي القدرة على مواجهة وضعيات محددة، بالتكيف معها عن طريق تعبئة وإدماج جملة من المعارف والمهارات والتصرفات من أجل تحقيق إنجاز محكم وفعال."

المفاهيم المرتبطة بالكفاية
القدرة: تعرف بكونها نشاطا فكريا ثابتا، قابلا للنقل في حقول معرفية مختلفة...وهي لا تظهر إلا من خلال تطبيقها على محتويات متعددة. فمثلا قدرة التحليل تبرز من خلال تطبيقها على:
- تحليل جملة.
- تحليل نص أدبي.
- تحليل وضعية- مسألة في الرياضيات.

المهارة: قدرة مكتسبة على أداء فعل بتناسق وإتقان وتحكم وذكاء وسهولة، مثلا: مهارة لغوية، مهارة يدوية، مهارة رياضية...
الأداء أو الإنجاز: يعتبر الأداء والإنجاز ركنا أساسيا لوجود الكفاية، ويقصد به إنجاز مهام في شكل أنشطة أو سلوكات آنية ومحددة وقابلة للملاحظة والقياس، وعلى مستوى عال من الدقة والوضوح ومن أمثلة ذلك، الأنشطة التي تقترح لحل وضعية-مشكلة
الاستعداد: يقصد بالاستعداد مجموعة الصفات الداخلية التي تجعل الفرد قابلا الاستجابة بطريقة معينة وقصدية،أي أن الاستعداد هو تأهيل الفرد لأداء معين، بناء على مكتسبات سابقة منها القدرة على الإنجاز والمهارة في الأداء.

أنواع الكفايات: تنقسم الكفايات بشكل عام إلى صنفين أساسيين،هما
الكفايات النوعية أو الخاصة وترتبط بمادة دراسية معينة، أو بمجال نوعي أو مهني معين وهي أقل شمولية، يمكن أن تتحقق في نهاية مقطع أو نشاط تعلمي . وهذه بعض أمثلتها:
- مقارنة أعداد طبيعية وترتيبها تصاعديا وتنازليا.
- حساب مساحة أشكال هندسية محددة.
- الانتقال في شبكة بواسطة قن معين.

الكفايات الممتدة أوالعرضانية: وهي غير مرتبطة بمجال دراسي بعينه، بل تمتد لتشمل مجالات ومواد مختلفة. مثلا امتلاك آليات التفكير العلمي أو القدرة على التحليل والتركيب... وتتخذ الكفايات في المنهاج الدراسي بالتعليم الابتدائي طابعا استراتيجيا أو تواصليا أو منهجيا أو ثقافيا أو تكنولوجيا.

المرجعيات البيداغوجية للكفايات:
بيداغوجيا حل المشكلات
1- تعريفها
إنها بيداغوجيا تعتمد مبدأ فعالية المتعلم، حيث تضعه أمام مشكلة مستمدة من محيطه السوسيو ثقافي فتدفعه إلى استدعاء موارده المختلفة للبحث عن حل لها.

2- الوضعية المشكلة
مجموعة ظروف تجعل مكونات العملية التعليمية التعلمية، من تلميذ وأستاذ ومادة دراسية، في تفاعل مستمـــر لحل مشكلة يمثل محتواها جزءا من محيطه الاجتماعي.
و تعتمد منهجية حل المشكلات على استثارة المتعلم للشعور بوجود مشكلة، حلها يلبي حاجة لديه.ثــم تحديـــــد المشكل وفهمه، وجمع المعلومات الضرورية حوله. ثم اقتراح الحلول المؤقتة انطلاقا من استدعــاء الخبـــرات السابقة حول الموضوع ومناقشات الزملاء.ثم بعد ذلك يتم التحقق من الفرضيات انطلاقا من أنشطـة و تجارب قصد الخروج بنتائج تمثل الحل الأمثل للمشكل، هذه النتائج يتم توظيفها في وضعيات مختلفة للتعميم.

3- شروط صياغة الوضعية المشكلة:
تشكل تحديا بالنسبة للمتعلم تثير دافعيته وتحثه على حلها.
أن تكون مستقاة من محيط التلميذ ولها معنى بالنسبة له.
أن تكون صياغتها واضحة ومفهومة من طرف جميع المتعلمين لا توحي بحلها.
أن يتدرج حلها من السهولة إلى الصعوبة.و أن يكون حلها يحقق الأهداف المرجوة.
تمكن من استدعاء موارد مندمجة، كانت موضوع تعلمات سابقة و توظيفها في سياقات مختلفة.

4- مكونات الوضعية-المشكلة:
السند أو الحامل : و يمثل مجموع المعطيات التي يتكون منها نص الوضعية-المشكلة و التي تساعد على فهــم المضمون و الهدف من الوضعية .
المهمــة: وهي الأسئلة أو التعليمات التي تحدد ما هو مطلوب من المتعلم انجازه.ويشترط فيها أن تكون محددة بدقة ولها ارتباط بمضمون النص.

أنواع الوضعية-المشكلة: تنقسم الوضعية المشكلة إلى ثلاثة أنواع:
الوضعية-المشكلة البنائية:وتكون في بداية الدرس وتهدف إلى بناء التعلمات الجديدة انطلاقــا مــــن تعلمات سابقة، و يشترط فيها أن تكون مألوفة محفزة مثيرة للاهتمام ،تشكل عائقا بالنسبة للمتعلــم يتطلــــب استدعاء تمثلات مختلفة قصد تجاوز العائق.

الوضعية-المشكلة الإدماجية: تأتي بعد تعلمات مجزأة تهدف إلى إيجاد ترابطات بين تعلمات منفصلة، و تركيبها في بنية جديدة و توظيفها في سياقات مختلفة. وتأتي بعد عمليات الاستكشاف و الفهم فـــي الحصــة الواحدة أو بعد مجموعة حصص أو في أسابيع الإدماج أو في نهاية مقطع دراسي.

الوضعية-المشكلة التقويمية:و تهدف إلى تقويم مدى تحقق الأهداف و مدى قدرة المتعلم على استدعاء الموارد و توظيفها في وضعيات جديدة.

بيداغوجيا الخطأ
تعريفها
يحدد أصحاب معاجم علوم التربيةبيداغوجيا الخطأ ، باعتبارها تصور ومنهج لعملية التعليم والتعلم يقـوم على اعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم، فهو استراتيجية للتعليم لأن الوضعيات الديداكتيكية تعد وتنظـم فــــي ضوء المسار الذي يقطعه المتعلم لاكتساب المعرفة أو بنائها من خلال بحثه. وهو استراتيجية للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وايجابيا يترجم سعي المتعلم للوصول إلى المعرفة.

وتعتمد بيداغوجيا الخطأ على مبادئ أساسية، هي:
- موضعة التلميذ في صلب العملية التعليمية التعلمية. - فهم تمثلاته.
- تحليل أخطائه، والبحث عن الحلول العملية التي تكفل تصحيح مسار التعلم.

الأسس العلمية لبيداغوجيا الخطإ : تستند هذه البيداغوجيا عل أساسين:
- أساس سيكولوجي: علم النفس التكويني؛ تدرج تدخلات المدرس في سيرورة المحاولة و الخطأ.
- أساس ابستمولوجي: الخطأ نقطة انطلاق المعرفة " بلاشر"

تتحكم في بيداغوجيا الخطإ ثلاثة أبعاد:
- البعد السيكولوجي: ربط تمثلات الذات و تجربتها بالنمو العقلي للفرد.
- البعد الابستمولوجي: يتجلى في الاعتراف للمتعلم بالحق في الخطأ.
- البعد البيداغوجي: يتيح للمتعلم الخروج عن المألوف و ارتكاب الخطأ ،ومن تم الوعي بأهمية حرية الاكتشاف و الاختراع ، و للمدرس العمل على أن يعلِّم أكثر من أن يحكم على أعمال المتعلم , و لعب دور المساعد من الخروج من قلق الذات إلى الحقيقة الموضوعية.

مقاربات الخطأ:
أ‌- المقاربة الإبستمولوجية: تهتم بفحص أدوات المعرفة و الشروط السوسيو ثقافية و العصبية الدماغية لإنتاجها.
_ الخطأ يولد في صميم المعرفة. _الخطأ يوجد داخل صيرورة المعرفة.
_ الأخطاء كواشف تمكن من معرفة التمثلات. _ المعرفة لا تبدأ من الصفر.
_السؤال و الخطأ يعتبران دليلا على حضور الذات و جهلها في آن واحد.
_ أهمية المعارف القبلية في سيرورة التعلم و الاكتساب و البحث.

ب‌- المقاربة الديداكتيكية:
. النموذج التبليغي (الإلقائي): يتصور رأس التلميذ فارغة . الأخطاء ناتجة عن عـدم القدرة علـــى التذكــر.
. النموذج السلوكي: يرد في غالب الأحيان الأخطاء إلى المدرس, الطرائق, المقررات؛ العلاج بدل العقاب.
. النموذج البنائي : الخطأ ضروري لصيرورة التعلم . فهو ظاهرة صحية ، يدل على دينامية التعلم

ج‌- المقاربة اللسانية:
المقاربة اللسانية التقابلية: كلما كانت اللغة الأم مشابهة للغة الهدف كانت الأخطاء ضعيفة.
المقاربة السيكولسانية: تفسر الأخطاء بالعوامل الاجتماعية.
البيداغوجيا الفارقية

; مفهوم البيداغوجيا الفارقية
استخدم لأول مرة سنة 1973م مع المربي الفرنسي " لويس لوغران" في سياق البحـث عن آليـات جديـــدة لتطوير التدريس و محاربة ظاهرة الفشل المدرسي. وقد عرف " لوغران" البيداغوجيا الفارقية بأنهـا طريقة تربوية تستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية التعلمية ،قصد مساعدة الأطفال المختلفين في العمر والقدرات و السلــوكات ، و المنتمين إلى فصل واحد على الوصول بطرق مختلفة إلى الأهداف نفسها.

ونستشف من هذا التعريف أن البيداغوجيا الفارقية مقاربة تربوية:
- تقوم على مبدأ تنويع الطرق و الوسائل التعليمية التعلمية.
- تأخذ بعين الاعتبار تنوع المتعلمين واختلافهم من حيث السن و القدرات و السلوكات.
- تتسم بخصوصيتها التفريدية للمتعلم، وتعترف به كشخص له إيقاعه الخاص في التعلم و تمثلاته الخاصة.
- تفتح المجال لجميع المتعلمين في الفصل الدراسي الواحد، لبلوغ الأهداف المنشــودة بدرجــة متساويــة .

نماذج من الفروق الفردية:
- الفروق المعرفية و الذهنية ،مثل التمثلات وأنماط التفكير والقدرات الفكرية كالإدراك والاستيعاب والتذكر
- الفروق السيكولوجية ، وتشـمل: القدرة على التكيف، والرغبة والدافعيـــة ،والاهتمامــات والاستعــدادات، الميولات، وصورة المتعلم عن ذاته، والسمات الـمزاجية كالانطواء والخجـل والجرأة والانفعال...
- الفروق السوسيو ثقافية : وترتبط بالوسط الاجتماعي و الثقافي الذي نشأ فيه الطفل. مثل الفروق في العلاقة بالمدرسة و الأستاذ، القيم الضابطة للسلوك، والمعتقدات السائدة، ، ومختلــف قنــوات التنشئــة الاجتماعيـــة.
وثمة عوامل مؤثرة في هذه الفروق الفردية مثل :العوامل الوراثية، و البيئية، و البيوفيزيولوجية.

أهداف البيداغوجيا الفارقية
تروم البيداغوجية الفارقية تحقيق جملة من الأهداف،أبرزها:
- الحد من ظاهرة الفشل المدرسي، و التقليص من ظاهرة الهدر.
- ردم الفوارق الفردية بين المتعلمين، و تحقيق مبدأ المساواة فيما بينهم.
- تطوير نوعية المخرجات.
- تنمية المهارات الشخصية للمتعلم مثل الثقة بالنفس و الاستقلالية و تحمل المسؤولية.
- إذكاء روح التعاون لدى المتعلمين، و تدريبهم على التواصل الاجتماعي وقبول الاختلاف.
- جعل العملية التعليمية التعلمية تنبض بالحركية و تتدفق بالحيوية.
- إكسابهم الكفايات الأساس التي تجعلهم قادرين على توظيفها في حياتهم العامة.
- تشجيع التعلم الذاتي، وجعل التلميذ فاعلا في بناء الدرس والمعرفة.
- تحسين العلاقة التي تربط بين المدرس و التلميذ.

طرق التفريق البيداغوجي:
بما أن المتعلمين يختلفون فيما بينهم من حيث القدرات و الميولات و الاستعدادات، و يتفاوتون فيما بينهم من حيث إيقاعات التحصيل الدراسي، فعلى المدرس أن يكيف عملية التعلم مع حاجيات المتعلمين. ومن مظاهر التفريق ما يأتي:
• التفريق في المحتويات المعرفية: تستلزم البيداغوجيا الفارقية تنويع محتويات التعلم داخل الصف الواحــد لتكيييفها مع القدرة الاستيعابية للمتعلمين وإيقاعهم التعلمي، من أجل اكتساب الكفايات الأساس.
• التفريق عن طريق الأدوات و الوسائل التعليمية: تنويع الوسائل التعليمية لتنسجم مع الأنماط المختلفـــــة للتعلم، لأن المتعلمين لا يستوعبون الدروس بالكيفية نفسها؛ فهناك من يستوعب الدرس عن طريق الوسائل اللفظية كالشروح النظرية المعتمدة على الخطاب اللفظي ،ومنهم من يتعلم عن طريق الإدراك البصري( كالرسوم التوضيحية و الرسوم البيانية و الخرائط و المطبوعات)، ومنهم من يتعلم بشكل أفضل عن طريق الممارسة الحسية( إنجاز تجارب- القيام بزيارات ميدانية- الحركات).

• التفريق على مستوى تنظيم العمل المدرسي:يقتضي العمل التربوي الفارقي إعادة تنظيم الفصل الدراسي؛ فتارة يتم الاشتغال مع القسم كله لبلوغ الأهداف التربوية نفسها، و قد يشتغل المدرس مع مجموعة كبيــــرة، ويمكن أن يتجه إلى مجموعة صغيرة، و قد يتجه إلى العمل الفردي.
• التفريق على مستوى التدبير الزمني:توزيع الوقت اليومي و الأسبوعي بشكل مرن و متناغم مع المشروع البيداغوجي.

شروط تطبيق البيداغوجيا الفارقية:
إن تفعيل البيداغوجيا الفارقية واستنباتها في الحقل التربوي ليس عملية بسيطة الإنجاز، بل يستلزم ما يأتي:
- محاربة ظاهرة الاكتظاظ التي تعيق كل المحاولات الرامية لإصلاح المنظومة التربوية.
- وضع جداول توقيت تتسم بنوع من المرونة بحيث تتلاءم مع هذه البيداغوجيا؛ لأن جداول التوقيت التقليدية تقف حاجزا أمام تطبيقها، إذ تعرقل التعلمات وتحصرها في وقت محدد. وهذا لا ينسجم وهذه المقاربة التـــي تدعو إلى تخصيص مزيد من الوقت للمتعثرين لتمكينهم من اكتساب الكفايات الأساس.
- توفيرالوسائل الديداكتيكية الضرورية، والحجرات الدراسية اللازمة.
- تمتيع الممارس التربوي بقدر مناسب من الحرية و الاستقلالية بشكل يسمح له بالاجتهاد في الإعداد للدرس و التخطيط له ، و يسعفه على أداء مهمته على الوجه المطلوب ، و تخفيض عدد ساعات التدريـــــس فـــــي الأسبوع بالنسبة إليه ، لأن بيداغوجيا التفريد تستدعي تفرغا كبيرا للمدرس.
- تجديد تكوينه بحيث يصبح منشطا و موجها لا ناقلا للمعلومات، و تعزيز مختلف تكويناته الأساس منــها أو المستمر بالجانب العملي التطبيقي لتأهيله لمثل هذه الممارسات البيداغوجية.
- التقليص من كثافة المقررات الدراسية حتى يتمكن المدرس من تكييف العملية التعليمية التعلمية مع القدرات الاستيعابية للمتعلمين وووتائر تعلمهم.

بيداغوجيا الادماج
ما المقصود "ببيداغوجيا الإدماج"؟
- عرف المجلس الأعلى للتربية في كيبك الإدماج بما يلي:"يشير إدماج المعارف إلى السيرورة التي يربط بها المتعلم معارفه السابقة بمعارف جديدة ،فيعيد بالتالي بنينة عالمه الداخلي،ويطبق المعارف التي اكتسبها في وضعيات جديدة ملموسة".
- و عرفه – كزافيي روجيرس – بأنه عملية نربط بواسطتها بين العناصر التي كانت منفصلة في البدايـــة ،من أجل تشغيلها وفق هدف معطى.
- وجاء في دليل بيداغوجيا الإدماج الصادر عن المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب: الإدماج معناه إقامة علاقات بين التعلمات بهدف التوصل إلى حل وضعيات مركبة، وذلك من خــلال تعبئـــة المعــــارف والمهارات المكتسبة.
- في الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي :الإدماج تنظيم يستهدف تجاوز القطائع التقليدية بيــن التعلمـات و مختلف عناصر المنهاج ،وذلك بإحداث العلاقات فيما بينها.- هو نشاط ديداكتيكي يستهــدف جعــل التلميــذ يحرك مكتسباته التي كانت موضوع تعلمات منفصلة من أجل إعطاء دلالة ومعنى لتلك المكتسبات.
و خلاصة القول أن هذه البيداغوجيا تستهدف جعل المتعلم يعبئ مكتسباته و ينظمها، من أجل استخدامها في معالجة وضعيات مركبة، تسمى وضعيات الإدماج.

ما هي خصائص نشاط الإدماج؟
إنه نشاط يكون فيه التلميذ فاعلا.
هو نشاط يقود التلميذ إلى تعبئة مجموعة من الموارد واستثمارها في حل وضعية – مشكلة دالة.
هو نشاط موجه نحو كفاية أو نحو هدف إدماج نهائي.
إنه نشاط ذو معنى، فهو ينبني على استثمار وضعيات دالة...
إنه نشاط متمفصل حول وضعية جديدة.

ما هي مختلف أنواع الإدماج؟
•إدماج التعلمات :وهي عملية تروم تصريف مختلف المواد الدراسية من جهة ،و المهارات التي تساهم في تربية الأفراد من جهة أخرى . إدماج التعلمات =إدماج المواد+إدماج المهارات
•ادماج الفرد لمحتويات و مهارات جديدة في بنيته الداخلية.
•إدماج مختلف تعلمات وحدة معرفية بمنظور شامل ،اعتمادا على انسجام تام للمعارف.
•الإدماج كوضعية بيداغوجية ،وهنا يمكن الحديث عن "التفريد"،أي أن كل مكون مـن مكونــات الوضعيــة البيداغوجية يدمج بذاته،مثلا: إدماج الأفراد-المواضيع-الموارد البشرية-إدماج الوسط ....
•إدماج المهارات :عملية تتوخى تصريف مهارتين أو أكثر تنتميان إلى نفس المجال النمائي أو إلى مجالات أخرى خاصة بالتعلم نفسه.
•إدماج المواد:تصريف محتويين أو أكثر قصد حل مشكل معين أو دراسة محور معين لهدف تنمية مهارة ما.

وضعيات إدماج المكتسبات:
وضعية حل المشكلات: وهي وضعية استكشافية كتتويج لمجموعة من التعلمات.
وضعيات التواصل وهي نشاط إدماج مرتبط بالتعلمات المرتبطة باللغات.
وضعية مهمة معقدة: تنجز في سياق معطى، ويكون الإدماج ذو طابع اجتماعي (حملة تعبئة اجتماعية لحماية البيئة مثلا)
وضعية إنتاج حول موضوع معين: إنجاز عمل شخصي مركب يستهدف إدماج عدد من المكتسبات.
وضعية زيارة ميدانية:ولكن لابد أن يتحدد معناها وأن تكون وظيفتها إنتاج فرضيات أو فحص نظــرية ما.
وضعية أعمال تطبيقية مختبرية لابد أن تحرك نشاط التلميذ وتفرض استخدام طريقة علمية (الملاحظـــة، الافتراض، التجريب..)
وضعية ابتكار عمل فني: وهذا إدماج يرتبط بالإبداع ويجب أن يكون إبداعا حقيقيا.
وضعية تدريب عملي: وهي وضعية الدمج الذي يصل بين النظرية والتطبيق، أي أن يربط المتعلم بين ما يعيشه، وما يتعلمه، وما يستعمله، وقد يكون التدريب في بداية التعلم أو نهايته.
وضعية المشروع البيداغوجي: مشروع القسم شريطة أن يكون التلاميذ فاعلين في المشروع.

بيداغوجيا المشروع
ييداغوجيا المشروع حسب معجم المصطلحات البيداغوجية:هي بيداغوحيا تعتمد على آلية " المشــروع" كأداة بيداغوحيّة في مسارها التربوي تنادي بحرية الفرد وإعطائه المكانة الرئيسية في عملية التربيـة و جعله مركز الفاعليّة وتدور جهود المربي من حوله بالتأطير والتوجيه على امتداد خطوات المشـــروع ابتــداء من مرحلــة الاستشراف مرورا بالتخطيط و الإنجاز و نهاية مرحلة التقييم. وذلك قصد تحقيق مشاركة جميع الأطراف في إنجاز هذا المشروع و بالأساس في إكساب المتعلّم (الطفل) مجموعة من الكفايــات و المهــارات تتشكل فــي إطار بحثه عن استراتيجيات عمل مدروسة وبناءة من خلال جملة العمليات المنظمة للفعل وأداء خلال مراحل الإعداد و الإنجازوالتخطيط والتقييم لمشروع.

يعرف Ardoino المشروع على أنه:"توقع لوضعية نطمح إلى رؤيتها مجسدة على أرض الواقع «. فأصل كلمة المشروع هو فكرة أو حلم أو غاية نسعى إلى تحقيقها، و لتحقيق هذا المشـروع يتطلب ضبط جملة من الوسائل والمناهج يقوم المتعلّم إما بإنتاجها أو بتطويرها أو بتعديلها. و مختلف هذه الأنشطــة الفعليّــة التــي يمارسها المتعلّم في إنجازه للمشروع تنمى لديه قدرات معرفية ومهاراتية.

مكونات المشروع:
إن اعتماد طريقة المشروع تستوجب وجود العديد من المقومات التي بدونها لا يمكن أن نتحدث عن وجوده وهي :تحليل الوضعية._ دراسة الحاجة. _تحديد الأهداف العامة._تنظيم الأعمال وتصميمها. _التقييم.
_الاستراتيجيات والمحاور التي ترد في المقام الأول._التنسيق بين مختلف أطراف المشروع._التطبيق والإنجاز._ التعديل والمعادلة.

خصائص المشروع:
الخاصية الأولى: التفاوضية. هذه الخاصية تتلّخص في عملية المشاورة : وذلك بإشراك جميع الأطراف في العمليّة التربويّة بدراسة اقتراحاتهم وتقسيم المهام واتخاذ القرارات بصورة جماعية.
الخاصية الثانية: النهائية .كل مشروع قابل للتعديل من حيث أهدافه ووسائله و الوسائط المحققة له.
الخاصية الثالثة: التحديد الزمني.ينجز المشروع في إطار فترة زمنية محددة تضبط حسب طبيعة المشروع
إن بيداغوجيا المشروع من أهم الطرائق التربوية الحديثة، وتهدف إلى تكوين شخصية المتعلم وتعويده الاعتماد على النفس في علاج المشكلات ودراستها والتفكير في حلها. ومن مزايا هذه المقاربة :
- إنها تجعل الحياة المدرسية جزءا من الحياة الاجتماعية، وتنمى روح التعاون والإخاء بين التلاميذ.
- تتيح للتلاميذ فرصة الحصول على المعلومات بجهدهم الذاتي وتفكيرهم المنظم، كما تساعدهم على الابتكار، وحسن التصرف في حل المشكلات.
- ربط مواد الدراسة بعضها ببعض وجمعها حول موضوع واحد.

بيداغوجيا التعاقد
تعرف البيداغوجيا التعاقدية بكونها اتجاها بيداغوجيا يقوم على مبدإ تعاقد المتعلمين ومدرسهم واتفاقهم على الالتزام بأداء مهام أو تحقيق مشاريع معينة، تسهم في تطوير الممارسة التربوية من جهة، وتوطيد العلاقة الوجدانية الانفعالية بين المدرس والمتعلمين، وبالتالي الابتعاد أكثر عن العنف والممارسات اللاتربوية.

يكتسي العقد الديداكتيكي/البيداغوجي أهمية قصوى في مجال العلاقات البين فردانية القائمة بين الفاعل التعليمي والمتعلمين خصوصا في مجال اكتساب التعلمات، وتحقيق الأهداف المخصصة للنشاط التعليمي التعلمي. وبالتالي، ينبغي للمدرس أن يتعاقد مع تلامذته، وذلك عن طريق تحديد المهام والأدوار والوظائف والأعمال التي يجب أن يقوم بها كل طرف في علاقته مع الجماعة.

تستند بيداغوجيا التعاقد إلى ثلاثة مبادئ اساسية تفرض تغييرات في الدهنيات والبنيات المدرسية ، وهي :

 مبدأ حرية حرية الاقتراح والتقبل والرفض ، ويتضمن العناصر التالية :
_ تحليل الوضعية من طرف المتعلم والمدرس .
_ اقتراح تعاقد يرمي إلى تحقيق هدف معرفي أو منهجي أوسلوكي .
_ الإشارة الواضحة لحرية اتخاذ القرار المتاحة للمتعلم التي من دونها لن يكون للتعاقد معنى.
_ إيصال المعلومات الضرورية للمتعلم حتى يتمكن من التعبير عن رأيه.

مبدأ التفاوض حول عناصر التعاقد ، أي التفاوض حول :
_ المدة الزمنية للتعاقد.
_ الأدوات المستعملة لتحقيق التعاقد
_ نوع المنتوج النهائي الذي يجسد التعاقد .
_ نوع المساعدات التي يمكن أن تقدم للمتعلم من قبل الأستاذ ، أو الزملاء ، أو الآباء...
_ تقويم نجاح التعاقد من طرف المدرس أو جماعة القسم أو من طرف المتعلم نفسه .
_ الحلول الممكنة في حالة توقف المشروع أو عدم تحقيقه لأهدافه.

الإنخراط المتبادل في إنجاح التعاقد:
ويهم شعور المتعلم بانخراطه الدائم طيلة مدة التعاقد ،لأن التعاقد يمنحه فرصة لتجريب استقلاليته لتحمله للمسؤولية . كما يجب أن يبدي المدرس نفس الالتزام والانخراط لإنجاح التعاقد.

بيداغوجيا اللعب
أكدت البحوث التربوية أن الأطفال كثيراً ما يخبروننا بما يفكرون فيه وما يشعرون به، من خلال لعبهم التمثيلي الحر، واستعمالهم للدمى والمكعبات والألوان ووغيرها،ويعتبر اللعب وسيطاً تربويا يعمل بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة؛وهكذا فإن الألعاب التعليمية متى أحسن تخطيطها وتنظيمها والإشراف عليها تؤدي دوراً فعالا في تنظيم التعلم،وقد أثبتت الدراسات التربوية القيمة الكبيرة للعب في اكتساب المعرفة ومهارات التوصل إليها إذا ما أحسن استغلاله وتنظيمه . ;تعريف أسلوب التعلم باللعب.

يُعرّف اللعب بأنه نشاط موجه يقوم به الأطفال لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية،ويحقق في نفس الوقت المتعة والتسلية؛وأسلوب التعلم باللعب هو استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية.

 أهمية اللعب في التعلم:
- يساعد في إحداث تفاعل الفرد مع عناصر البيئة لغرض التعلم وإنماء الشخصية والسلوك.
- يمثل اللعب وسيلة تعليمية تقرب المفاهيم وتساعد في إدراك معاني الأشياء.
- يعتبر أداة فعالة في تفريد التعلم وتنظيمه، لمواجهة الفروق الفردية .
- يعتبر اللعب طريقة علاجية، لحل بعض المشكلات التي يعاني منها بعض الأطفال.
- يشكل اللعب أداة تعبير وتواصل بين الأطفال .
-تعمل الألعاب على تنشيط القدرات العقلية ،وتحسن الموهبة الإبداعية لدى الأطفال.

فوائد أسلوب التعلم باللعب :يجني الطفل عدة فوائد منها :
- يؤكد ذاته من خلال التفوق على الآخرين فردياً وفي نطاق الجماعة.
- يتعلم التعاون واحترام حقوق الآخرين .
- يتعلم احترام القوانين والقواعد ويلتزم بها .
- يعزز انتمائه للجماعة .
- يساعد في نمو الذاكرة والتفكير والإدراك والتخيل .
- يكتسب الثقة بالنفس والاعتماد عليها ويسهل اكتشاف قدراته واختبارها.

أنواع الألعاب التربوية :
تتعدد أشكال وأنواع اللعب تبعا للمواقف التعليمية المتعددة و المتجددة داخل الفصل الدراسي، و التي يتم استثمارها في التنشيط البيداغوجي، كلعب الأدوار أو المحاكاة التي تستهدف تنمية الجوانب العاطفية-الوجدانية و الشعور بالغير، وتستهدف أيضا الجانب التخيلي التمثيلي لدى التلميذ، أوكاللعب التنافسي الذي يستهدف تنمية روح المنافسة الفعالة و الإيجابية، ويتم عن طريق احترام القواعد و الخصم، وقد يتم في إطار وضعية- مسألة (مشكل)، ومن خصائصه انفتاح الوضعية على إمكانات كثيرة للحل مما ينمي الذكاء، وقد تكون الوضعية ذات حل واحد لكن طرق الحل متعددة، أما اللعب الرمزي فينمي الجانب الرمزي الثقافي لدى التلميذ ويستثمر في الرياضيات وتناسبه الوضعيات المغلقة

مواضيع ذات صلة
علوم التربية

أنشر الموضوع مع أصدقائك

التعليقات
0 التعليقات

Aucun commentaire: