الأصمعي أفصح أهل زمانه، ولسان العرب وحجة الأدب، نحوي لغوي أثرى الخزائن والمكتبات بالأشعار والأخبار والملح والنوادر، وَلَمْ يزل ذكره عَلَى مر الزمن.
أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن الملك بن علي بن أصمع، واشتهر بالأصمعي لنسبه المتصل ببني أصمع، ولد عام 123هـ/ 740م بالبصرة فِي العراق، تتلمذ عَلَى يد علماء أشهر البصرة أمثال أبو عمرو بن العلاء وحمزة بن حبيب والكسائي وسفيان الثوري فأخذ عنهم علوم اللغة والفقه والحديث بَعْدَمَا حفظ القرآن ودرس علومه.
كَانَ شغوفا بالشعر، محبا للرواية ومِنْهُ سمي راوية العرب، ارتحل إِلَى البوادي طلبا للاستزادة من علوم اللغة والتواصل مَعَ الأعراب اللَّذِينَ اشتهروا بالفصاحة وَلَمْ يخالط لسنهم عجمة أَوْ كلام دخيل، فأخذ عنهم ونقل أخبارهم، وتعرف عَلَى أنسابهم، كَمَا برع فِي علم الحيوان.
اشتهر الأصمعي بنباهته وسرعة بديهته وغزارة علمه، مِمَّا جعل الخليفة هارون الرشيد يستقدمه إِلَى بغداد ويوكل ه مهمة تعليم ولده الأمين، فأدبه وعلمه بأمانة حَتَّى نبغ فأكرمه الخليفة وأجزل عَلَيْهِ العطاء، وانقلب حاله مِنْ بَعْدِ فقر إِلَى غنى.
توفي الأصمعي -رحمة الله عَلَيْهِ- فِي خلافة المأمون بالبصرة سنة 216هـ/831م، وقيل مَا بَيْنَ 211هـ و215هـ. ترك الأصمعي عدة مؤلفات مِنْهَا مَا فقد وَلَمْ يعرف لَهَا أثر، وبقي مِنْهَا: خلق الإنسان، الأجناس، الإبل، الخيل، الشاه، الوحوش، الفارق، الأنواء، اشتقاق الأَسْمَاء، الأضداد، اللغات، نوادر الأعراب، فحولة الشعراء، والأصمعيات وَالَّذِي يَضُمُّ مختارات من الشعر العربي الفصيح.