أهداف التعليم الأولي وغاياته الكبرى


يكون الطفل قبل ولوجه لمحيط و مشحونا ومعبأ بمجموعة من المميزات والصفات المترسخة، على جميع المستويات، ولهذا تم وضع وتحديد أهداف التعليم الأولي التي يجب تحقيقها خلال هذه المرحلة التي تمتد ما بين 4 و 6 سنوات.

دور المربية والمربي في إنجاح التعليم الأولي

عند ولوج الطفل لبيئة التعليم الأولي يكون قد أنتقل وتحول من البيئة التي ترعرع فيها، وتشبع منها بمجموعة من الصفات والمزايا على المستوى؛ اللغوي والثقافي والاجتماعي والعقلي والتي تعكس البيئة والمحيط الأسري الذي نشأ فيه منذ ولادته، إلى بيئة جديدة مغايرة ومختلفة.

فضلا إلى معارف قبلية مكتسبة من المحيط الذي كان يعيشه والمدارك الحسية التي بحاجة إلى التوجيه والإرشاد، وتلزم بتعامل خاص قصد إستثمارها بالطريقة السليمة لمصلحة الطفل ولبناء شخصيته.

بالنسبة لهذه الخصائص فهي تختلف من طفل إلى طفل بإختلاف البيئة الأسرية التي أتى منها، والتي تكون بارزة بشكل أوضح في بداية ولوجه لحجرات مؤسسات التعليم الأولي؛ على مستوى طرق وكيفية التواصل والطبع الغالب على شخصية الطفل وكيفية تعامله مع المعلومة المقدمة وسرعة وطريقة الاستجابة لمجموع الانشطة الممنهجة.

أهداف التعليم الأولي وغاياته

ماهي اهداف التعليم الاولي ؟ تم تسطير مجموعة من الأهداف والغايات في مؤسسات التعليم الأولي والتي تصب كل إهتماماتها في مصلحة الطفل كأولوية قصوى، بجميع مكوناتها وآلياتها التربوية، لدى يتوخى منها تحقيق المكاسب التالية:
  • تحضير الطفل باعتباره أرضية خصبة لاستقبال مختلف المعارف والمعلومات عند ولوجه لصفوف التعليم الإبتدائي
  • سهولة التأقلم داخل البيئة والمحيط الجديد بكل أريحية وبكل إيجابية؛
  • سهولة الاندماج وتكوين علاقات اجتماعية جديدة بعيدة عن الأسرة، تكوين صداقات مع أطفال من نفس السن؛
  • تحقيق الاستقلالية الذاتية وتنمية مجموعة من السلوكيات الإيجابية؛
  • المشاركة الفاعلة في مختلف الأنشطة والتظاهرات التعليمية؛
  • اكتساب قدرات ومهارات تساعد في تطوير المعارف وتنمية الذات.

على الصعيد الحسي الحركي

يتمثل هذا المستوى في مختلف التغيرات البدنية الجسمانية التي يعرفها الطفل في هذه المرحلة العمرية، نمو العضلات الكبيرة والبارزة وهذا يلعب دورا في تسهيل عملية القيام بالأنشطة المبرمجة وتسهيل الحركة على الطفل داخل الفصل والتي لا تستلزم الدقة ومجهود عقلي وفكري كبير.
  • نمو الجهازين العصبي والحركي بالتوازي يساعد الطفل في الموازنة بين أفكاره وتصرفاته.
  • في هذه المراحل على الأغلب يكون الطفل نشيطا وحركيا بشكل كبير وهذا راجع إلى ارتفاع مستويات الطاقة بجسمه.
  • تكون الحركات المفضلة لديه هي التحرك بسرعة كالجري والقفز والتسلق والتزحلق.

على الصعيد العقلي الوجداني والمعرفي

على المستوى العقلي والمعرفي يكون الطفل خلال هذه الأعوام حساسا ويغلب الطبع الحسي العاطفي تجاه المواقف على الطبع المنطقي والعقلي.
  • تكون قدراته الذهنية محدودة وضعيفة في التعامل مع العمليات الواقعية التي تستلزم التفكير واستخدام العقل والمنطق.
  • نقص الإهتمام والتركيز على النفس في الغالب مع المعرفة بالإجابة.
  • يكون الطبع الحسي غالبا على تعاملاته عوض التفكير في الأسباب كما أن رأيه في العلاقات وتصرفات الأخرين يراها من زاوية واحدة فقط.
  • الطفل يتميز بفضوله الدائم وكثرة أسئلته المتنوعة وفي جميع المجالات ولكل شيء يراه، ويلح على الحصول على الأجوبة لكافة تساؤلات
ومما سبق فمرحلة التعليم الأولي تكتسي أهمية كبرى وتعتبر مرحلة ونقطة تحول مهمة في حياة الطفل، اعتمادا على مجموعة من الكفايات التربوية الممنهجة التي تساعد الطفل على تنمية شخصيته ومهاراته الاجتماعية والمعرفية، ومن الضرورية في نهاية هذه المرحلة أن تكون اهداف مشروع التعليم الاولي بالنسبة لطفل(ة) قد تحققت مجموعة من الغايات على ثلاث مستويات مهمة، والتي تتجلى في:

على الصعيد السيكولوجي الديناميكي الحركي

ينبغي على الطفل أن تكون لديه المقدرة على التحكم في مختلف حركات جسده ويقوم بحركات مركبة ومتناسقة بكل سهولة، كالجلوس والوقوف والموازنة بين حركتين أو أكثر كوضعية الجلوس مع الكتابة.
  • القدرة على التفريق بين الحواس الخمسة وفهم علاقتها ببعضها، وفهم دور كل واحدة منها على حدي، ودورها في المواقف اليومية الواقعية.
  • التمرن على القيام بسلوكيات شخصية؛
  • تعلم الاعتماد على الذات في مختلف المهام الشخصية اليومية كالنظافة ومعرفة مصادر الخطر والأكل واللباس.
  • على الصعيد الذهني الإدراكي
  • أن يكون باستطاعة الطفل القيام بكل العمليات والتطبيقات، الإستكشاف والتفسير والملاحظة، وطرح الاسئلة، والتحليل والوصول إلى استنتاجات وفهم السلاسل البسيطة، والتي تتناسق مع عمره.
  • القدرة على إستخدام وسائل التواصل المتعددة، الصوت والإشارات، والمعجم والرصيد المعرفي اللغوي، وتركيب جمل مفيدة والقدرة على صياغة التساؤل.
  • التمكن من إستخدام آليات التواصل في الحصول على المعارف والمعلومات وإغناء الرصيد المعرفي المصطلحات.
على الصعيد العاطفي الإجتماعي

أن يكون بإستطاعته القيام بمجموعة المواقف المتفاعلة والقدرة على التأقلم مع أفراد في فرق وفق قواعد وقوانين، والاندماج العاطفي الإجتماعي الإيجابي في فريق. فهم وتبني القيم الأخلاقية والسلوكات النبيلة واستعمالها في التعامل مع الآخر، وتعلم احترام النفس لكسب احترام الآخرين واحترام البيئة والمحيط، وتنمية قيم الإبداع والابتكار مع القيم الفنية والأخلاقية في ذلك.

مواضيع ذات صلة
التعليم الأولي

أنشر الموضوع مع أصدقائك

التعليقات
0 التعليقات

Aucun commentaire: