التعليم عن بعد أهميته وفوائده

التعليم عن بعد هو عملية تقوم على تلقين الدروس للطالب أو التلميذ الانترنيت باستعمال جهاز الحاسوب دون الحاجة للتواجد بمؤسسة. ويمكن أن تتم هذه العملية من مختلف أنحاء العالم فهو يوفر الدروس مع كافة التوضيحات والشروح على شكل فيديوهات ومواد مقروءة ومقالات، بالإضافة إلى أنه يمكن للمتعلم الاختيار بين مجموعة من النماذج والبرامج المتوفرة التي تناسب تخصصه العلمي ويتيح أيضا الحصول على الشهادة المطلوبة في نهاية المسار فقط عن طريق الانترنت دون الحاجة للجوء إلى مؤسسة أو إدارة.

أعطيت مجموعة من التعريفات لهذه الطريقة من التعليم فقد اعتمد في تعريفه بناء على طريقة توصيل المعلومات من مرسل إلى مستقبل عن طريق استخدام التقنيات الحديث مثل الانترنيت. وهذا يبين مدى تأثير التكنولوجيا في مختلف مناحي الحياة وبالأخص التعليم وتوصيل المعلومات. وقد غير التعليم عن بعد نظريات التعلم، بالنسبة للمهنيين والعاملين في مشاركة المعرفة عن بعد يمثل البديل المثالي والمرن للتعلم والتعليم.

يشكل التعليم عن بعد تحديا لمجموعة من الأشخاص لأنه يتطلب مهارات محددة، وإدارة وجدولة الأعمال التعليمية. وهنا تكمن صعوبته. المبتدئين اللذين يستعملون هذه الطريقة لأول مرة، فيجدون صعوبة في التحكم والسيطرة على الوقت وتنظيم العملية التعليمية.

كما أنه يكون تفاعلي وتعاوني حيث يُمكن المتعلمين من التفاعل مع محتوى الدورة مع المدرب والمشاركين الآخرين في نفس الدورة حيث يعتمد التعليم عن بعد على تطوير بيئات التعليم والتركيز على المتعلم. بينما التعليم التقليدي يركز على دعم عملية التعليم فقط ودور المدرب يتجه نحو كونه منشئ بيئة تعليمية وموجه للعملية وكمستشار للتعليم.

يقوم دور عضو هيئة تدريس التعلم عن بعد على توفير البيئة المناسبة والعمل على تحقيق جميع الشروط المناسبة لضمان نجاح العملية التعليمية عن بعد. كالعمل على تنظيم البيئة والقيام بإنشاء والبحث عن الأنشطة المناسبة التي تدعم بيئة التعليم، وضمان دعمها لتطوير الطرق التي يحددها وتقديم الدعم الفردي للطلاب أثناء المنتديات ودورات النقاش لمسايرة البرامج المحددة لكل دورة تعليمية.

لأجل نجاح العملية التعليمية عن بعد يجب توفر مجموعة من الشروط الضرورية والمثالية والاستمتاع بهذه التجربة على نحو جيد. ومن أهم هذه الشروط؟

الانطلاق مبكرا

يكون الأشخاص الذين اختاروا التعليم عن بعد غير مرتاحين غالبا، في النظام يكون جديدا عليهم وليسوا على دراية كاملة بطريقة تنظيم الوقت. لذلك ينصح بالبدء المبكر والاستعداد نفسيا وجسديا، كما يجب أن يكون الشخص ملما بقواعد المشاركة المطلوبة وشروط الانضمام إلى الدورات بالمستوى المطلوب والإطار الزمني لإنجاز دورة التعليم عن بعد والمواضيع المطروحة والأهداف الواجب بلوغها من هذه الدورات فهذا يعزز الدافع للمشاركة والمساهمة في إنجاحها.

توجد مجموعة من مصادر الإزعاج والتي يجب تفاديها أثناء إجراء دورة التعليم عبر الانترنت. مثلا الضوضاء الخارجية والأصوات المرتفعة، كما يجب التأكد من توفر جميع العناصر الضرورية قبل المشاركة وقبل البدء، مثل توفر الصور، والوسائط المتعددة، والرسومات والتي يجب الحرص على جودتها وأن تكون مناسبة لموضوع الدورة. كما أن بعض الفيديوهات مثلا تستعمل لهجة غريبة أحيانا أو أصوات مرتفعة وهذا يؤثر سلبا على المتعلم ويشكل مصدر إلهاء للآخرين كما يقلل من فعالية المشاركة.

تؤثر الفوضى سلبا على صيرورة دورة التعليم عن بعد بشكل كبير وتحد من مرد وديتها. فكثرة الصور والرسومات والنصوص الطويلة، والألوان تزيد من نسبة التوتر مما يسبب في إرباك المشاركين وتشتيت تركيزهم ويشعرهم بالتعب والملل أحيانا. وينصح بالتخطيط المسبق للدورة بشكل جيد، لضمان جودتها. وضع مخطط مناسب ومتناسق لمختلف النقاط التي ستطرح فيها من البداية وتسطير الأعمال الواجب القيام بها فترة الدورة، مع وضع الأهداف المتوخاة منها والتسطير عليها. يساعد المخطط الجيد في إنجاح كل مواضيع مختلق الدورات مع ضمان شعور المشاركين بالارتياح وتوفير بيئة تعليمية الكترونية سليمة ومثمرة.

تختلف الأذواق الموسيقية من شخص لأخر، لذا يجب الحرص على احترام جميع الأذواق واختيار النغمة أو الموسيقى التي تناسب الجميع. الموسيقى تخلق جوا مبهجا وملهما للمتعلمين. كما يمكن أن تساهم في بناء علاقة مع الموضوع. من الضروري اختيار الموسيقى المناسبة كالموسيقى الهادئة مثلا (الكلاسيكية) فهي تشعر المستمع بالهدوء والسلام، في حين يمكن أن تكون موسيقى غير مريحة مشاركين آخرين. وتتيح مجموعة من المواقع الالكترونية فرصة البحث وإيجاد الموسيقى اللازمة والمناسبة للاستعمال أثناء الدورة.

أخذ فترات راحة بين الفينة والأخرى. المتعلمين عبر الانترنيت في حاجة دائمة لأخذ استراحة كل فترة، وذلك لتجديد وشحن طاقتهم وأخذ الوقت الكافي للتعامل مع المعلومات التي تلقوها ومعالجتها. قد يحتاج المتعلم لممارسة نشاط أخر والابتعاد عن شاشة الحاسوب قليلا يريح عقله وبصره، كل هذا يسهم بشكل كبير في خلق بيئة تعليمية منتجة مزدهرة وايجابية سليمة.

تعتبر الصور من أبرز وأهم وسائل التواصل، حيث تمتلك قدرة كبيرة على نقل مجموعة من المعلومات والمشاعر والأحاسيس ولهذا السبب ينبغي التركيز على اختيار الصور المناسبة بعناية. يلعب الانطباع الأول الذي يتشكل عن الصورة دورا مهما صيرورة الدورة على نحو جيد، وكذا في الهام وتحفيز المتلقي، وتعطي انطباعا جيدا ورغبة في النقاش.

خلق بيئة الكترونية سليمة وخالية من الشوائب أمر أساسي في نجاح عملية التدريس عن بعد، حيث تساهم في إشعار أفراد المجموعة بأنه جزء مهم وهذه هي ثقافة التعلم الداعمة، كما يمكن إنشاء منتديات وصفحات تواصلية عبر شبكة الانترنيت لالتقاء وتوطيد علاقاتهم ومناقشة أفكارهم ومقترحاتهم بكل أريحية وصراحة. لكي تسهل عملية التعليم فيما بعد.

التكلفة الباهظة وغلاء الأجهزة الإلكترونية.

امتلاك نظرة خاطئة وسلبية حول هذا الموضوع من التعليم.

جهل الكثيرين بأساليب هذه التقنية وأخذ أفكار خاطئة مسبقة.

انتشار فكرة أنه يستحيل الحصول على فرصة للعمل بهذه الطريقة من التدريس.

غياب تصريحات واضحة من الوزارات الوصية عن هذا النمط من التدريس والتلقين في مجموعة من الدول.