مهارات تطوير الذات وتعزيز الثقة بالنفس

موقع التعليم

على امتداد عمر الإنسان بمختلف مراحله فهو دائم الحاجة للتغيير والتطور حسب كل مرحلة عمرية وذلك لمسايرة التطورات اليومية التي يشهدها العالم. فالإنسان بفطرته في سعي دائم إلى تطوير الذات وتحسين حياته والانتقال بها من مستوى إلى أخر أفضل وأريح.

اولا: تنمية الذات والثقة بالنفس

أهداف الإنسان تتغير وتزداد بتغير المرحلة العمرية وطموحاته تكبر وتصبح أكثر واقعية. تشهد حياة الإنسان تغيرات فكرية واجتماعية واقتصادية متنامية وهو في حاجة دائمة لمواكبة هذه التغيرات. ويتحقق ذلك عن طريق تطوير ذاته والانتقال بها إلى مستويات أكثر تقدما.

يخط أو يبرمج الإنسان أهدافا تتناسب مع مهاراته وحاجاته ومتطلباته الحياتية بالإضافة إلى ما يمتلكه من معارف ومكتسبات.

في بعض الأحيان قد يرسم الإنسان أهدافا ورغبات تفوق طاقته وتتجاوز إمكانياته. وفي هذه الحالة يكون أمام الشخص خيارين وهما:

إما أن يأخذ طموحاته ويعود بها إلى قرارت نفسه لتستقر فيها حتى يطالها النسيان، ويتقبل فكرة فشله.

أو يقوم بشحن الطاقة اللازمة. ذلك من خلال انه يقوي عزيمته ويبدل جهدا أكبر ويجتهد في سبيل تحقيق هذه الأهداف، ولو بدت مستحيلة في البداية وذلك عن طريق تطوير ذاته وتعزيز ثقته بنفسه.

إذن فما معنى ؟ وما هي أهم مهاراته وكيف أطور ذاتي مع مرور الوقت؟

 ثانيا: مفهوم تطوير الذات

التطوير لغة هو الانتقال من مستوى متدني إلى مستوى أفضل، أي التعديل والتحسين وإخراج أفضل ما يمكن.

تقتضي عملية تطوير وتعديل منتج معين أو خدمة نقلها من حال إلى حال آخر أفضل وأجود مما سبق.

أما مفهوم تطوير الذات اصطلاحا فهو يعرف بنظام تنموي يقوم على تحسين مهارات الإنسان ومكتسباته ومعارفه وسلوكياته عبر مجموعة من المراحل.

كما انه يرتكز على تطوير الذات كوعي والإدراك بالمواهب والإمكانيات الموجودة لدى الفرد؛ رغبة في تحسين نمط حياته ونوعيتها والسعي إلى تحقيق مجموعة من المكاسب والطموحات الشخصية، كما يشمل إعادة بناء الذات الفردية وإعطائها مكانة أكثر أهمية والرقي بها.

كما يعرف تطوير الذات باكتساب الفرد مهارات اجتماعية وتواصلية جديدة وصقلها كي تتماشى مع المجتمع والعالم الخارجي بصفة عامة.

تم الاتفاق على أن مهارة تطوير الذات ضرورة إنسانية يسعى من خلالها الشخص إلى تحقيق ذاته والرقي بها والوصول إلى أهدافه وطموحاته وتوفير السرور في حياة الشخص.

ثالثا: سبل تطوير الذات

تختلف سبل تطوير الذات من شخص إلى أخر باختلاف شخصيته وظروفه ووعيه لكن المتفق عليه هو وجوب التغيير على اختلاف الأساليب والكيفية المتبعة وتنوعها.

يجب أن تكون الطريقة ممنهجة وعلمية منظمة، وذلك ليصل الشخص إلى المستوى المطلوب من التطور والتحسن، وتتعدد سبل تطوير الذات وتختلف وتتنوع ومنها:

  • تبيني المبادئ والقيم الفطرية
يتوجب على المرء ألا يغفل. وإنما عليه أن يضع صوب عينيه دائما مبادئه وقيمه التي فطره الله عليها.

وذلك لكيلا يقع في دائرة الحيرة وينحرف عن الطريق التي رسمها واعد لها، والتغيير المنبثق من الإرادة القوية والأخلاق الحميدة يعود على صاحبه بالنفع الكثير ويحقق في ظله الإنسان كل ما يتمناه.

التسلح بالقيم النبيلة والجيدة ركيزة التغيير والتطوير نحوا الأفضل طبعا، وتمثل الطريق الآمن الذي يساعد في توجيه الشخص ودليله إلى بر الأمان.

  • التحلي بالإيمان واليقين
التحلي بروح مؤمنة والتزود باليقين يعزز الثقة بالنفس ويحسسها بالطمأنينة واليقين بأن التغيير إلى الافضل يتحقق.

الإيمان يريح النفس ويهدئها ويعينها على تعزيز الثقة والتحلي بالشجاعة وتربية النفس على الصبر والتخلق بالخلق النبيلة والايجابية والطيبة.

الإيمان واليقين دعم أساسي في الطريق إلى النجاح وهو الذي يعزز العمل الدائم والمتميز.

  • تسطير الأهداف وتوضيحها
يجب على من قرر المضي في طريق التغيير أن يحدد أهدافه ويعرف غاياته ويحدد وجهته المقصودة.

تطوير الذات يعني أنه في الأخير ينبغي بلوغ الهدف المنشود أي التخطيط للمستقبل وفق ما يملكه الشخص في الحاضر من إمكانيات وأليات لستغلالها في تحقيق نتائج إيجابية مستقبلا.

لدى وجب تحديد وتوضيح الأهداف. وهي خطوة أساسية، وضرورية النجاح تحتم عملية تطوير الذات، بهذه الطريقة تكون الطريق واضحة وسهلة، ويسير الشخص وفق خطة مرسومة الأبعاد ويسهل توقع النتائج.

  • تنظيم وإعادة ترتيب الأولويات
في جميع مناحي الحياة ينبغي تحديد الأولويات فهو أمر مهم. في التنظيم وفق جدول زمني ترتب فيه المهمات على حسب أهميتها وأولوياتها ومرد وديتها؛ وهذا أمر يساعد كثيرا في توفير الوقت والطاقة في إنجاز تلك الأهداف والمهام.

العشوائية تؤدي إلى الفوضى وبالتالي تعطيل مهمة التطوير وتؤثر سلبا على النتيجة النهائية.

  • التزود بالمعارف والمعلومات الكافية
السعي الدائم إلى زيادة المعارف والتثقيف ضرورة في عملية تطوير الذات والتقدم بها، ففي كل يوم وساعة تتجدد المعلومات وتزداد.

لدى وجب مواكبة هذه التطورات المعرفية. والتسلح بالعلم والمعرفة هي ركيزة التطور والازدهار. يعتبر العلم أعظم دعامة لتحقيق جميع الأعمالِ وتحسينها، كما انه المحفز على الاستمرار في طريق التطوير وبناء الذات.

التطوير الذي يرتكز على المعرفة والعلم لابد أن تكون نتائجه مرضية وذات نفع على الفرد.

  • الايجابية في التفكير
الايجابية في التفكير تجدب الأشياء الإيجابية، في عملية تطوير الذات يحتاج الفرد إلى التزود بمختلف المهارات الضرورية في ذلك التفكير الإيجابي.

التفكير الإيجابي عملية أساسية يجب توفرها أثناء التطوير والتحسين، فالإنسان الإيجابي بطبعه يملك العديد السمات التي تساعده على المضي قدما دون كلل، وذلك باستعمال الطرق الإيجابية والإبداع في إيجاد حلول.

تسطير الخطط وتحديد الأهداف بدقة، والتفكير بإيجابية يكسب الشخص طاقة ايجابية وتغذي عقله ويساعد في جذب الأشياء الجيدة وتكون لديه خيارات متعددة لكل أمر.

  • التفاؤل وتجنب التشاؤم
امتلاك شخصية متفائلة تساعد كثيرا في جذب الأشياء الإيجابية والجميلة. التفاؤل وحسن الظن قيمة نبيلة تساهم في تنمية دوافع الإنسان الباطنية في طريق التغيير، وتحفزه على الاستمرار وعدم التوقف والتهاون لتحقيق مساعيه في تطوير ذاته وتحقيق أهدافه.

ويلعب التفاؤل دورا في الدفع بالشخص إلى تنمية مهارة التعلم وتحقيق السعادة. فكلما كان الشخص متفائلا كلما تخلص من التفكير السلبي واستبداله بتفكير ايجابي يدفع صاحبه نحو التقدم.

  • الوثوق بالنفس
يجب على كل إنسان مستعد للتطوير أن يكون شجاعا بالاعتراف بمكامن ضعفه، كذلك كما يجب تقبل مكامن قوته، وهذا ينبع من ثقته بنفسه.

الثقة في قدرة الشخص على مواجهة الصعاب نقطة قوة مهمة في عملية التطوير، كما ينبغي إدراك قيمة الذات وأهميتها واحترامها وتقبلها بكل عيوبها ومحاولة إصلاحها وتجنب جلد النفس عند ارتكاب الأخطاء.

الثقة تنعكس إيجابا على جودة الأداء وتعمل على الإتقان، كما تشحن الثقة طاقة ايجابية في الإنسان توقد عزيمته وتجعله حيويا ومحبا لعمله ويعمل على الابتكار في وظيفته والسعي بها إلى الأفضل.

  • الاعتدال والتوازن والدقة
ويعنى بالتدرج في عملية التطوير ترتيب الخطوات وتنظيمها، بغية بلوغ الأهداف المسطرة واحدة تلو الأخرى وفق تسلسل ونظام.

ويتضمن هذا المبدأ البناء المتوازن للأفكار والتسلسل في ترتيب الأولويات والأعمال لتحقيق متطلبات التطوير وشروطه؛ قصد الوصول وتحقيق المبتغى بدقة وإتقان.

تبني الاعتدال والتوازن في تنفيذ الأعمال تمنح الإنسان الشعور بالكمال وتجنبه الإحساس بالتعب والإرهاق والضغط النفسي.

  • الالتزام بالصبر والتركيز
المثابرة والعمل الجاد والمتواصل مع التسلح بالصبر والإصرار هي السبيل للوصول إلى المبتغى، فأكثر ما يمنع النجاح هو التردد والخوف.

اعتماد الصبر بجانب العمل بتركيز، والعمل بجد وجهد في السعي إلى الأهداف دون تردد أو شك وتبني فكرة أن النجاح لا يحدث من التجربة الأولى، إنما من المثابرة والإعادة والسعي الدائم مع التجديد، وأخذ العبر والدروس والاستمرار في المحاولة لإكمال ما تم البدء فيه وإتمامه على أكمل وجه.

  • ضرورة تنمية الذات
تنمية الذات والاعتناء بها ضرورة لا مفر منها لأي شخص يتمنى الأفضل لحياته ويرغب في الحصول على جميع رغباته.

تتجلى أهمية التعلم في تطوير الذات الدائم للإنسان في النتائج النهائية التي تعود عليه في الأخير.

يكتسب الشخص في طريقه إلى التطوير مجموعة من السلوكيات والمهارات والخبرات والمعارف. كما يوسع مداركه ومكتسباته وينميها بأفكار جديدة،.

بالإضافة إلى انه يطور مهارات التحليل والاستنتاج لديه ويعرف كيفية التعامل مع الإشكالات التي تواجهه في الحياة بمرونة وسلاسة وحكمة.

الإنسان يبحث دائما عن الافضل ويتمناه ويتجنب الفشل بكل ما أوتي من قوة؛ ويسعى دائما ببدل الجهد والمزيد منه إلى تحقيق تطوير ذاته بشكل مستمر، والحصول والاستمتاع بمشاعر السعادة والنجاح.

مواضيع ذات صلة
مقالات

أنشر الموضوع مع أصدقائك

التعليقات
0 التعليقات

Aucun commentaire: