موقع التعليم
عادة ما يعتبر الأطفال أبائهم قدوة لهم في التصرفات والأفعال النافعة والضارة وفي التعامل مع الآخرين، لا سيما أن لكل مرحلة من مراحل العمر لدى الأطفال سلوكياتها والتي تعتبر نتيجة واضحة لتصرفات الآخرين من حوله، ومن خلال مجتمعه أو ما يشاهده في التلفاز أو الوسائل التعليمية والمرئية الأخرى، وتلك السلوكيات هي التي تتحدد عليها سمات شخصيته في المستقبل خاصة تلك التي يكتسبها من والديه.
وتظل تربية الطفل في صغره هي التي تؤثر على حياته بالكامل في المستقبل، ولكن هذا ليس أمرا معقدا لأنه عندما يصبح راشدًا يمكنه تغيير وتعديل السلوكيات الخاطئة التي اكتسبها في صغره ولم تعد مجدية في حياته بعد، مما يتطلب من الوالدين الحرص الكبير على تربية الأبناء بشكل جيد وزرع الخصال الحميدة والسلوكيات الطيبة التي تفيد الطفل فر الصغر والكبر ، ويجب أن يتعلمها الطفل منهما منذ سن مبكرة والتي تتجلى فيما يلي :
1- الأمانة: فالطفل لا يمكن أن يصبح أمينا وصادقا طالما يرى والديه ليسوا كذلك، لهذا ينصح أن يتحلى الوالدين بالأمانة حتى ينشأ الطفل عليها، فلا يمكن أن يعاقبك الطفل في حال كذب على والديه اللذان يراهما يكذبان في بعض الأحيان .
2- الاهتمام الزائد: الاهتمام الزائد بالطفل ليس أمرا جيدا على الإطلاق وإنما له الكثير من الآثار الجانبية الضارة التي تؤثر على طفلك بشكل سلبي، ليس معنى هذا أن الإهمال هو الحل، ولكن الموازنة في الأمور هي المطلوبة حتى لا يعتاد الطفل على الاهتمام المبالغ فيه ومن ثم تصبح جميع طلباته أوامر ولابد من تنفيذها، أو يفقد الاهتمام تماما وبالتالي يصاب بالكثير من المشكلات النفسية التي بالتأكيد ستؤثر على شخصيته بالسلب.
3- الحماية الزائدة : أثبتت الدراسات أن مشاكل السلوك توجد لدى جميع الأطفال ولكنها تختلف بدرجات متفاوتة، وفي أغلب الأحيان تنتهي تلك المشكلات قبل سن الثالثة كما أنها تتوقف كثيرا على تعامل الوالدين مع الطفل في تفاقم تلك المشكلات أو في إنهائها، فمثلا التدليل الزائد من قبل الوالدين وتفضيل طفل على آخر في حالة التفضيل بين الذكور والإناث مثلا يعد أحد أهم أسباب ظهور المشكلات السلوكية لدى الأطفال، كما أن الحماية الزائدة من قبل الوالدين تعتبر أيضًا سبب مباشر في ضعف شخصية الطفل وقيامه بالكثير من التصرفات الخاطئة، كما أن الإفراط في الشدة على الطفل وإتباع نظام صارم في التعامل ليس صحيحًا في التربية على الإطلاق.